بعد ما قعدت أدور في الحي الصيني حدود 15 دقيقة شفت لي مطعم صيني و قررت أدخله و أشوف لي شي أكله ، طلبت من المطعم المقسوم من الأكل ، و انا قاعد آكل في المطعم و كان تقريباً مليان و مزحوم شفت لي شوفه طيحت قلبي و خلتني أوقف أكل ، شفت نفس البنت قاعدة في طاولة في زاوية من المطعم خلفي و بيني و بينها عدد من الطاولات بحيث ما كنت اقدر أشوفها بسهولة.

انا من هول المفاجأة طلبت الحساب و طلعت من المطعم زي المهبول و قعدت أتلفت خلفي و انا خائف إن البنت طلعت و بدت تمشي خلفي ، انا أيقنت إن البنت هذي ورآها سالفة و قاصدتني و تبي شي مني ، انا ماني راعي لف و دوران ولا ني من النوع اللي راعي بنات.

كان بالقرب من المطعم مكان توقف فيه التكاسي ، فركبت لي تكسي و طلبت منه يرجعني للعمارة اللي فيها الشقة.

و انا في التكسي ما خلاني الخوف و قعدت أتلفت للخلف و أدور إذا البنت أيضا ركبت لها تكسي و لحقتني ، بس وشلون كنت أبدري الطريق كان مزحوم و الكثير من السيارات اللي كانت فيه كانت تكاسي.

وصلت للعمارة اللي فيها الشقة حقتي و على طول نصيت الشقة و لبدت فيها و انا الخوف و الاستغراب من اللي صار مزعجني بشكل كبير.

يوم جت الساعة حدود الساعة 5 العصر طلعت و رحت أجيب أختي من المستشفي ، بعدها مرينا على سوبر ماركت و تقضينا شوي و بعدين رجعنا للشقة.





الدائرة البضاء هي للعمارة اللي فيها الشقة و الدائرة الحمراء هي للمستشفي اللي تشتغل فيه اختي.






و هذي صورة اقرب للمستشفي.




كانت سالفة البنت ما زالت تقلقني و في نفس الوقت كانت مخيفة بالنسبة لي ، جال في بالي العديد من الأفكار و كان من ضمنها يمكن تكون البنت مراقبتني من كم يوم و يمكن تكون عميلة في الشرطة الفدرالية او في المباحث و ما شابه ذلك من الأفكار ، و اللي عزز الأفكار هذي أكثر شي هو ان احداث نيويورك ما لها إلا كم شهر و اللي كنت أسمعه في الإخبار من إن العرب مراقبين في أمريكا و ما شابة ذلك من الأفكار.

انا ما قلت لأختي شي عن اللي صار لأني ما حبيت أقلقها و خفت أنها يمكن تقول إني موسوس.

في نفس الليلة و يوم جت حدود الساعة 9 بالليل ، قررت إني أروح لم المطعم الياباني و أغير جو مع بعض السوشي و الساشيمي ، سألت أختي إذا ودها تروح معي ، فقالت لي أنها تبي تقعد تذاكر و انه ما لها نفس في الأكل الياباني.

توكلت على الله و مشيت على رجلي للمطعم اللي كان على بعد كم دقيقة من الشقة.





الصورة هذي توضح موقع المطعم بالنسبة للعمارة اللي فيها الشقة.
الدائرة البيضاء هي للعمارة. و الدائرة الزرقاء هي للفندق . و الدائرة الحمراء هي للمطعم.



وصلت للمطعم و لقيته مزحوم زي اغلب الأماكن في بوسطن (أكثر ما كرهني في بوسطن هو الزحمة و المطر) ، ما حبيت انتظر الين تفضي احد الطاولات ففضلت اجلس على البار.

البار ما كان كبير و كان فيه تقريباً 10 كراسي بس ، الغريب إن المطعم كان ياباني إلا إن اللي كان شغال على البار ما كان آسيوي ولا حتى أمريكي ابيض ، شكله كان اقرب ما يكون من القارة الهندية أو من الشرق الأوسط.

طلبت لي كولا امريكية و أخذت قائمة الطعام ، أخذت لي كم دقيقة و إنا اطقطق في الكولا و أطالع في قائمة الطعام ، كراسي البار على كثرها ما كان جالس فيها إلا انا في احد اطرافها وواحد ثاني في الطرف الثاني من البار ، شوي و تجي وحده إنا ما انتبهت لها لأني كنت قاعد اقرأ في قائمة الطعام و لا رفعت عيوني عن القائمة بس دريت أنها وحده من صوتها ، بس كان فيه رائحة غريبة شميتها مع قدوم الحرمة هذي و جلوسها في البار ، الريحة كانت ريحه عطر و ريحتة كانت جداً حلوه ، ريحته كانت ريحه عطر شميته من قبل بس ما جا في بالي وش يكون.
جلست الوحدة هذي على احد كراسي البار و كان بيني و بينها كرسي فاضي.

أخذت لي كم ثانية و انا أطالع في قائمة الطعام بعدين رفعت نظري عن القائمة عشان أشوف من اللي جلس على البار جنبي ، يوم شفت اللي جلس جنبي على البار فقدت توازني من على الكرسي حق البار اللي انا جالس عليه و بغيت امصط على وجهي لولا إني تمسكت في طاولة البار اللي قدامي ، صارت الحرمة اللي جلست جنبي على البار هي نفس البنت اللي صادفتها على القطار و في المطعم الصيني!!

في اللحظة اللي التفت على البنت عشان أشوف من تكون كانت هي أيضا ملتفتة على وأول ما شافتني أناظرها طقتني بذيك الابتسامة اللي بينت تحتها صفت أسنان تقل لولو من بياضها و جمالها.

بلعت ريقي و قعدت اهوجس و بدا شوي عرق ينزل من راسي و انا مدري وش أسوي ، إذا كانت سالفة حسحسة البنت لجيوب بنطلوني صدفة و كان وجود نفس البنت في المطعم الصيني أيضا صدفة ، فلا يمكن وجودها أيضا في المطعم الياباني و جلوسها جنبي على البار صدفة.

ارتبكت ولا عرفت وش أسوي ، طلبت لي شوي أكل و أكلته و انا حتى ما أناظر في البنت إلا إذا التفتت في الاتجاه الثاني ولا تدري إني أناظرها.

خلصت من أكلي و شوي و اسمع صوت وحده تقول باللغة الانجليزية (مرحبا) ، انا التفت لم البنت ولاها قاعدة توجه كلامها لي ، رديت عليها بنفس التحية ، و بعدين بدت تكلمني عن مدينة بوسطن و إن الجو فيها مزعج بسبب كثرة المطر و ما شابه ذلك من الكلام ، كلامها كان غريب لأنك ما تتكلم عن أي مدينة بالشكل هذا إلا إذا كان احد اللي يتكلمون غريب عن المدينة ، إنا سايرتها في الكلام ولا حاولت أخليها تحس إني أجنبي و غريب عن المدينة.

فاجأتني بعد كذا بسؤال غريب و قالت لي أنت من وين ، إنا تلعثمت شوي في البداية بس كنت محضر نفسي لمثل هذا الجواب لأني لما كنت في كندا كنت أحيانا أنسأل مثل السؤال هذا ، رديت عليها و قلت إني من كندا من مدينة فانكوفر و إني جاى أتمشى في بوسطن ، يوم رديت عليها بالرد هذا أدركت من ملامح وجهها الاستغراب من إجابتي ، و هذا الشي ما كان غريب لان ملامحي ما كانت كندية ، بس الجواب على ملامح وجهي ما كان صعب بالنسبة لي لان الجزء الأعظم من الكنديين ما كانوا بيض و أغلبيتهم هم من المهاجرين ، قبل ما تتكلم البنت او تعلق على ردي عليها قلت لها ان جدي كان مهاجر إلي كندا قبل 50 سنة من الهند الشرقية و بالأخص من تنزانيا (الكنديين يطلقون مسمى الهند الشرقية على جميع الدول اللي كانت تحت الاستعمار البريطاني و تقع على الساحل الشرقي لإفريقيا).

حسيت من ملامح وجها أنها تغيرت بعد ما قلت لها إني من تنزانيا ، استمريت انا وهي في الكلام بس ما كنت خائف من أنها تشك في إجابتي لان لهجتي الانجليزية كانت لهجة أمريكية بحته و اللي يسمعني أتكلم بيصدق إني إما كندي او عشت في كندا و أمريكا سنوات طويلة.

استمريت إنا وهي في الكلام و جتنى الجراءة إني حتى أعزمها تشرب لها شي و كانت الأمور من احلي ما يكون ، استمريت إنا وهي نسولف حدود الساعة و زيادة و حرصت اثناء السواليف اني ما اجيب طاري لشوفتها في القطار او المطعم الصيني ، و صرنا نمون على بعض من كثر السواليف ولا تركنا شي إلا و سولفنا فيه

بعد كم دقيقة طلبت البنت اللي عرفت إن اسمها هو (مشيل) من موظف البار انه يعطيها ورقة و قلم و بدت تشخبط و تكتب على الورقة شي مدري وشو ، انا جا في بالي أنها تبي تعطيني رقم تلفونها أو عنوانها أو ما شابة ذلك من الأمور ، و الشي هذا ما كان غريب لأني انا وهي صرنا ربع و اصدقاء ، حبل أفكاري في وش كانت تكتب انقطع يوم مدت لي الورقة و قالت لي إقراء اللي مكتوب في الورقة.!!!!!!!!

(يتبـــــــــــــع)