عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2008, 12:08 AM   رقم المشاركة : 1
باسم عبدالحكيم
ضيف
 الصورة الرمزية باسم عبدالحكيم





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :باسم عبدالحكيم غير متواجد حالياً

 

Thumbs up شاعر الجيل باسم عبد الحكيم وابداع غالى


شاعر الجيل باسم عبد الحكيم والمذيد من الابداع والسموق
:-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-:

فى وصف شاعرى مفعم بالنبض القومى والمد العربى أبدع شاعر الجيل الاستاذ باسم عبد الحكيم قصيدته التى أحدثت حراكا نقدى كبيرفى الملتقيات الثقافيه وهى العادة دائما مع روائع شاعرنا واليوم نعرض حصريا القصيده(ما رأيت العرب) والتى تقرر بأجماع الاراء ان تكون هى القصيده الممثله لمجالس السمو العربى فى مسابقة العبيلكان الثقافيه تحت شعار الاستدلاليه والحدث والجدير بالزكر بأن الشاعر العربى باسم عبد الحكيم يعد من رواد التركيب الدلالى المعاصر


مارأيت العرب
مفتتح
وكأن نور الصبح يحتوينى
وكأن وهج الشمس يصلينى
وكأن عمرى الباقى يمنينى
وكأن زيف الرحلة يلهينى
وكأن الغروب ينزرالاقتراب
من جبينى
وكأن الامل واجم يعزينى
وكأن القلم يغرس المتناقضات
فى جلدى حتى تدمينى
النص
أحاولُ منذ النعومه رسْمَ وطن

يسمّى - أفتراضا- وطن العَرَبْ
يسامحُني إن أعتليت سطح القمرْ...
ويماذحنى أن أزعجت الطيور على الشجر
ويمنينى إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
فى ليلة سهر
ويسمحُ لي أن أمارسَ لغة الهوى
كطير أتى وهجر
أحاول رسم وطن
يعلّمني أن أكونَ النسيم دوما
أداعب وجوه كل البشر
أجرى هائما بين البيوتات
لا أنفصل
وأعصرَ ثوبى عند هُطول
المطرْ...

- 2 -
أحاولُ رسْمَ وطن
له جيد من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الزهر الجميل
ويوم لا ينتظر
غيام أو فتن أو أزدراء للدين
ينامُ الحمام فيه داخل جفونى
وتبكي مآذنُه في عيوني.
أحاول رسم وطن
يكون صديق شِعْري.
ولا يتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيه العسكر فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ وطن
يكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
ويصفَحُ عني ،
إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -
أحاول رسم وطن
يكون مُحرّرا من جميع العُقَدْ...
فلاتذبح الحرية فيه...
ولايقمَع الجَسَدْ...

- 4 -
عن الذات
أغتربت جنوبا وشمالا
لافائدهْ...
فكل المقاهي تقدم القهوه
بنكهةٌ واحدهْ...
وكلُ الرؤساء - إذا ما أجتمعوا
-فال نظرة بائده

وكل رجالِنا للحماس فاقده
وكل الافعال لآمريكا
مستقره عائده
وكل خصال الشهامة
فينا مكابره عانده
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بمن فات
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ
فى علب الذكريات.
رفضتُ عبادةَ الوالى
وعشقت الازمات

- 6 -
أحاول نزع كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ الافكار كَفَنْ.
فأحضرت كراستى
لكن بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -
أحاول أن أجتر من مُفْرداتي
من لعْنةِ المبتدا
وسوءوالخبرْ...
وأنفُضَ عني غُبارظنونى
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
واريح عقلى كى لايحتضر
أحاول من سلطة الوهم أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا عاتكه
وداعا مُضَرْ......

- 8 -
أحاول رسْمَ وطن
يسمّى - أفتراضا - وطن العربْ
موقفى به ثابت
ورأسي به ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين الارض
وظهر السُفُنْ...
فلا..تأخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
وأ سمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ..

- 9 -
أحاول منذ النعومه
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
يضم المحيطين
وينادى المريدين
لكنى ما رأيت فيه
غير حذمه من المنافقين
وثلة من الدهاقين
وكثير من المنتفعين
والسواد من التابعين


- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ
في بطْنِ أمي
أسبحَ بمياه ليس فيها عفن.
وأقطف تينا ، وزيتونا و أنسى المحن
وأركضَ مثل النوارث خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيل الجنّة بعيدا
عن ضجيج المدن
وكيف سأقضي اليوم
بين نُهور التمر
وبين بحور اللبنْ...
وحين أفقتُ
...اكتشفتُ سذاجة حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ غذه...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -
أحاول بالشعْرِ
...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخيل...
ولكنهم في وطنى،
يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيل
ولكنّ أهلَ بلادى يفضلون العويل

- 12 -
أحاول - وطنى- أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
فى براحات ليست معتمه
رغم أن كياناتك مظلمه
أحاول - وطنى- أن أحبّكِ...
بتكويناتى ولغتى
وأدفع الثمن
لآشعر حين أضمك
يوما لصدرى
بأنى أضم حدود الزمن
أحاول منذ البدايات
أحاول منذ سنوات الغياب
قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ...
وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلعق قدم الخليفةِ
وأبيات فى التملق مخيفه
وأناس تتجار بالبشر
وتنادى (شريفه)
وأناس تسلم

لآيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...


- 14 -
أنا منذ أربعين عاما،
أستقرء حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم حكام القضيه والمتهمون
وهم أسود الغابه والمنهكون
وهم من يمجدون ومن يرحلون
وهم رواد الاعلام ولا يعلمون
وهم يمضغون جلود البلاغةِ مضغا
ولا يهضمونْ...

- 15 -
أنا منذ أربعين عاما
أحاولُ رسمَ وطن
يسمّى - أفتراضا
- وطن العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلنى
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16

أيا وطني:
جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك
بعد ما قطعوا الكهْرُباءْ؟؟!!..

- 18 -
أنا...بعْدَ أربعين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ البشر
تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...
مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيت الناس
تظن بأن دوام الحال
أمر من الله
مثل المصائب والشدائد والمحن
رأيتُ العروبةَ معروضةً
في مزادِ الأثاث القديمْ الخرب
ولكنني...
ما رأيتُ العَرَبْ!!..
مارأيت العرب







توقيع باسم عبدالحكيم
 
  رد مع اقتباس