[الطائر المهاجر]

في رحلةٍ انوي بها دار مشعان = كريم سبلا ما يعرّف جنابه
في اوسط الصمان من قبل شقران = ومن بعد خطٍ ينتهي ف اللهابه
ومن بعد ما عديت حيزا وسوبان = ضيعت دربي ماحسبت لحسابه
وادخل بوادي مابه انسٍ ولا جان = من يدخله مفقود ضاع الرجا به
واشوف لي شايب محرول وعميان= وظهره مقوس تقل قوس الربابه
ابيض جفون ومنخره تقل شكمان = او مثل غار انسد بالشيب بابه
عليه ثوب شاسفٍ تقل قرصان = يموت لو عضه شديد الذيابه
رافد حصاة ومنثني تقل نعسان = وجالس يهيجن ما على القلب جابه
وابدا اتسمع له ونا حيل تعبان = والعصر مقفي خايفٍ من غيابه
يقول : عمري راح في هم واحزان = ومن شاف شيبي قال واحيسفابه
ونا شبابي ضاع مع جملة الضان = ومن عاند التيار يخسر زهابه
لكني ادري وش يجينا من ازمان= لو ان ما اقوله يثير الغرابه
في عام ميه بعد الالفين ..بركان= يدمر اوربا من حريق التهابه
ولا عاد به نفطٍ ببحر وقلبان = ويعيش فيه الناس حزن وكآبه
والخلق يصبح بين جايع وعطشان= والموت يخطف ف العرب في رتابه
وتنشا بجزيرتهم حبيبات رمان= الواحده تشبع جميع القرابه
ويصير منها الرجل في قوة حصان= يعمّر الاف سنين مابه عيابه
ويعطيه ربه قدرة فوق ماكان= يشعق بلا جنحان فوق السحابه
ما يكشفه رادار من صنع الالمان= ولا ياصله صاروخ يثني ركابه
يستعمرون الارض من شرق يابان= حتى اقاصي الغرب سهل وهضابه
واللي يعاديهم فلا شك خسران= مهما سلاحه كان ماله مهابه
حبه وحيده تدمر اوطان واوطان = وتترك بلاد اللي يعادي خرابه
ويسخرون الجن في كل ميدان = فلا فيه داعي للخدم والحجابه
ويحولون الرمل انهار بالوان = وانواع ما تحصى لذيذٍ شرابه
هذا حليب وذا من الكيف صنفان= وهذاك ماءٍ عذب سهل انسيابه
واقرب من الرجال والقلب وجلان= حكيه كبير وصرت اشك بصوابه
واثر الرجل ميت وثوبه له اكفان= ومسجلٍ جنبه يدور بخرابه
مثل العرب في قولهم كان ماكان= واليوم صاروا للحصاني نهابه