من طرائف الشعراء :
إن من البيان لسحرا ... الشعراء أرق الناس حسا , وأشفهم نفسا , ومنهم من آتاه الله موهبة فيتلاعبون بها كيفما شاؤوا , أعني الشعراء المطبوعين الذين يجري الشعر على ألسنتهم سهلا بلا استطلاب , عذبا بلا استعذاب ..
وحديثي اليكم عن طرف من أخبارهم ونوادرهم ..
خطب شاب فتاة يحبها فاعتذرت , فسأل : لما اعتذذرت اليك ؟؟
فسكت متألماً , فقال له شاعر يهدئ باله :
هي الشمس مسكنها في السماء :: فعـــــز الفؤاد عزاء جميلاً
فــلن تستطيع اليـها الصـــعود :: ولن تستـــطيع اليك النزولا
===
وهؤلاء قوم مرض أميرهم فنذروا أن يصوموا يوم برئه فلما شفي صاموا الا واحدا أفطر. فدعاهم الأمير الى طعام الافطار في قصره . وعاتب الذي لم يصم , فأجابه:
نذر الناس يوم برئك صوما :: غير أني نذرت وحدي فطرا
جــازم أن يوم برئك عيدا :: لم يجز صومه وان كان نذرا
====
أما لعبة الشعراء الأولى ( المدح ) .. فباعهم فيها طويل … دخل شاعر على أمير يمدحه الشعراء , وطالما شبهوه بالسحاب فقال له مخالفاً اياهم :
من قاس جدوك يوما ::: بالسحب أخطأ مدحك
فالسحب تعطي وتبكي :: وأنت تعطي وتضحك
===
هؤلاء هم الشعراء .. يبكونك في بيت ويضحكونك في آخر ... امتلكوا نواصي القصيد فقادوها حيث شاؤوا.
وهم ايضا يقولون مالا يفعلون , إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات – وقليل ما هم - .
--------