عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2008, 03:36 PM   رقم المشاركة : 1
باسم عبدالحكيم
ضيف
 الصورة الرمزية باسم عبدالحكيم





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :باسم عبدالحكيم غير متواجد حالياً

 

Post مع شاعر الجيل باسم عبد الحكيم وروائعه


( بأ
حلم)
مفتتح
وكأنه نور الصبح يحتوينى
وكأنه وهج الشمس يصلينى
وكأنه عمرى الباقى يمنينى

النص

أحاولُ منذ النعومه رسْمَ وطن

يسمّى - أفتراضا- وطن العَرَبْ
يسامحُني إن أعتليت سطح القمرْ...
ويشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
فى ليلة سهر
ويسمحُ لي أن أمارسَ لغة الهوى
ككلّ الطيور فوق الشجرْ...
أحاول رسم وطن
يعلّمني أن أكونَ الهوا دوما
فيطهر قلبى ، وتكون الرئتان
عباءةَ حبي لكل البشر
أجرى هائما فى الطرقات
لا أنتظر
وأعصرَ ثوبى عند هُطول
المطرْ...

- 2 -
أحاولُ رسْمَ وطن
له برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الزهر الجميل
ويوم بدون غيام أو فتن
أو أزدراء للدين
ينامُ الحمام فيه داخل جفونى
وتبكي مآذنُه في عيوني.
أحاول رسم وطن
يكون صديق شِعْري.
ولا يتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيه العسكر فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ وطن
يكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
ويصفَحُ عني ،
إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -
أحاول رسم وطن
يكون مُحرّرا من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الحرية فيه...
ولايقمَعون الجَسَدْ...

- 4 -أغتربت جَنوبا...أغتربت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ الرؤساء - إذا ما أجتمعوا
-لهم نظرة بائده

وكل رجالِنا للحماس فاقده


- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بمن فات
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ
فى علب الذكريات.
رفضتُ عبادةَ الوالى
وعشقت الازمات

- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
فأحضرت كراستى
لكن بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا عاتكه
وداعا مُضَرْ......

- 8 -
أحاول رسْمَ وطن
يسمّى - أفتراضا - وطن العربْ
موقفى به ثابت
ورأسي به ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
فلا..تأخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
وأ سمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ..

- 9 -
أحاول منذ النعومه
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
يضم المحيطين
وينادى المريدين
لكنى ما رأيت فيه
غير حذمه من المنافقين
وثلة من الدهاقين
وكثير من المنتفعين
والسواد من التابعين


- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ بمياه ليس فيها عفن.
وأقطف تينا ، وبرقوقا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي اليوم بين نُهور العقيقْ...
وبين بحور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في وطنى، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيفضلون العويل

- 12 -
أحاول - وطنى- أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - وطنى- أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ جذور الزمن

- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
وأبيات فى التملق مخيفه

لآيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...


- 14 -
أنا منذ أربعين عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يمضغون جلود البلاغةِ مضغا
ولا يهضمونْ...

- 15 -
أنا منذ أربعين عاما
أحاولُ رسمَ وطن
يسمّى - أفتراضا
- وطن العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟!!..

- 18 -
أنا...بعْدَ أربعين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ البشر تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً
في مزادِ الأثاث القديمْ الخرب
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!..






توقيع باسم عبدالحكيم
 
  رد مع اقتباس