[الطائر المهاجر]

اشوف الليالي ما تنبي عن السرا= تغيّر على من لا فتهم في حسابها
فكم من عزيزٍ عزّه اليوم أدبرا = وكم من ذليلٍ اعتلى في ركابها
وكم من طريقٍ كان مرسوم ودثرا = لقيته عجاج بخطوةٍ في سرابها
تقلّب بنا الدنيا على كيف ماترى= ونلوم الزمن والنفس سبة مصابها
فلا شئ ثابت في زمانٍ به الورى = مع اللي بيدّه السيف يكسر حرابها
ومع اللي ببيت العزّ والجاه والثراء = تبسم له الدنيا ولاشاف نابها
فساير زمانك وانت بالعلم اخبرا= ونفسك ولو فزّت فبادر عتابها
امانٍ تعيشه دام تفهم لما جرى = ولا مكسبٍ يمكن يجرّ لخرابها
تصبّر فربك عالم السرّ وجهرا= يجازي النفوس بعفوها او عقابها
وخل الأمر لله يا صاح واحذرا = ولا تنخدع باللي يغرّه ضبابها
او اللي يدوّر طيّب القلب ما درى = عن ذياب تخفي ذيلها في ثيابها
تبيعه فلا يدري بمن باع واشترى = يعيش العمر في حسرةٍ من تبابها
لسانك حصانك فامسكه قبل يعثرا= فكم كلمةٍ جاك البلا من عيابها
ومهما بلغ علمك ترى العلم ابحرا= وعينك فلا تدرك امور بحجابها
ترى الفجر لو يطلع علينا ويسفرا = على غيرنا فالشمس تعلن غيابها
وكم نعمةٍ زالت اذا العقل دحدرا = وكم بالطمع تخلق نفوسٍ عذابها