[صلاح محمود الخداش]

حياتي بدون الحبيبِ مماتُ
أتيتُ بقلبٍ رقيقْ
وقفتُ على متنِ الطَّريقْ
جلستُ يمينَ الصَّديقْ
سألتُ ونارُ الحريقْ
تهاجمُ قلبي
فهل منْ بريق يلوحْ
فجاءتْ بصمتٍ يبوحْ
فهزَّتْ فؤادي
وعيني تدورْ
لتأخذَ منها ومضةً أو سلامْ
وعادتْ إلى حيثُ كانتْ
بدون كلامْ
وعدْتُّ إلى البيتِ
وسطَ الظَّلام
أُكفكفُ دمعي
وظلَّ بقلبي الحريق
فأينَ الشَّقيق
وأينَ الرَّفيق
إذا ما أتاني
سأبقى الغريق
أتيهُ وأُضُلُّ الطَّريقْ
إلهي وأنتَ المعينْ
إلهي دعوتكَ
أنْ تجمعَ العاشقينْ
إلهي لتحفظْ لنا
ذا السَّفين
وليسَ على بابِ بيتي جنودْ
وليس أمامَ عيني حدودْ
وليس أمامَ مياهي سدودْ
إذا كنتُ زهرًا فأنتِ الوُرودْ
إذا كنتُ عشقًا فأنت الودودْ
إذا سرتُ شرقًا فأنتِ الشُّروقْ
تداوي جراحي
وتشفي الحُروقْ
إلى الشَّرق أنوي المسيرْ
فأنتِ الجناحُ
وفوق الجناحِ أطيرْ
وأنتِ الصَّباحُ
وطلُّ الصَّباحِ كثيرْ
وإنِّي الصَّلاحُ
ومنْ دونِ رحمتكِمْ لنْ أكونْ
وإنِّي الكفاحُ
ومن دونِ بسمتكمْ
سوفَ تبقى الشُّجونْ
فهاتوا العيونَ
لتدمعَ فوقَ العيونْ
وهاتوا الرُّموشَ
لتسجُدَ فوقَ الجفونْ
وهاتوا القلوبَ
لترقصَ رقصَ الجنونْ
خذوا من دمائي دماءً تفوحْ
بمسكٍ وإنِّي الشَّهيدْ
لتنبتَ منها دماءٌ وروحْ
ويوم الحسابِ أكونُ السّعيدْ
فإنِ شئتِ فلتكتبي فوق قبري
قصيدَ الحزينْ
جراحَ السِّنينْ
بكاءً أنينْ
وإنْ شئتِ فلتقرئي
آيَ ياسينْ
وإنْ شئتِ فلتجعلي لكِ قبري
رهين
حياتي بدونِ الحبيبِ مماتُ
سلي قيسَ لبنى
سلي قيسَ ليلى
فبالحزنِ عاشوا وبالحزنِ ماتوا
فلستُ بقيسٍ ولستِ بلبنى
ولستُ بقيسٍ ولستِ بليلى
تعاليْ إليَّا
لنحيا سويَّا
لنسموَ أعلى فأعلى
فتنبتُ ساقٌ وتزهرُ أُخرى
وتثمرُ زهرةْ
بأجملٍ مُهرةْ
لأحكي الحكايةْ
قُبيلَ النِّهايةْ
أتى اليومَ خيرٌُوخيرُ
وزالَ عن القلب خوفٌ وشرُّ
لِيُكتبَ نثرٌ وشعرُ
فليسَ بُعيدَ قوافِيِّ سرُّ
أنا اليومَ حرُّ
وأنتِ بعيني
لأجملُ حُرَّةْ
وأنتِ بقلبي
لأسعدُ حرَّةْ
لأسعدُ حرَّةْ
********************
صلاح الخدَّاش 23/8/2007م