المكتبه المنزليه
لم يعد دور المكتبه المنزليه يقتصر على حفظ الكتب او استعراضها كدليل على ثقافه اصحاب المنزل فحسب، بل اصبحت اليوم تشكّل أيضا عنصرا جماليا مهما وقطعه او تحفه تزيينيه اساسيه مكمّله لأثاث المنزل، لا سيّما مع تنوع اشكالها وتصاميمها العصريه، التي حققت التوازن بين اصاله الماضي وتطور الحاضر. وتختلف اشكال المكتبه واحجامها من منزل الى آخر، وتأتي إما مفتوحه او مقفله بأبواب زجاجيه شفافه.
وفي حين يعتبر ان الشكل المثالي للمكتبه يكون على تسعه اعمده وعشره ادراج افقيه، فإنه ليس ثابتاً لان الحاجه العمليه ومساحه الغرفه، وديكور المنزل بشكل عام، كلها عوامل اساسيه تحدد حجمها وشكلها النهائي، كذلك مكان وضعها الذي قد يحدده موقع التلفزيون اذا ما خصص له مكان داخلها، او اذا ما استفيد منها كجدار داخلي يفصل بين غرفتين. وتشدد مهندسه الديكور، فرح الزين، على ضروره تناسب ارتفاعها مع ارتفاع الباب (ما بين 200 و220 سم)، او ان تأتي في موازه السقف كي لا تظهر كأنها قطعه مستقله بذاتها، بل مكمّله لمقتنيات الغرفه.
وتقول الزين: «يفترض اختيار خشب المكتبه بحيث يتلاءم مع خشب أثاث المنزل، ويفضل اختياره من الارز او السنديان. واذا ما تعذر الحصول عليه بسبب ارتفاع سعره، فلا مانع حينها من استخدام انواع اخرى ثم تلبيسها بخشب صلب مع امكان الدمج بين الخشب ومواد اخرى كالزجاج والكروم، اضافه الى ادخال بعض النقوش والزخرفات واشكال القناطر في تصميمها، فتضفي بذلك عليها مسحه شرقيه تزيدها رونقا وجمالا. وهذا بالطبع ما تحدده عمليه التنسيق والتناغم بين المكتبه ومحيطها لتشكل جميعها وحده متكامله معتبره عن الاناقه والذوق الرفيع».
وتشدد الزين على ضروره استخدام الرفوف الخشبيه لتكون قادره على تحمّل الاوزان الثقيله على ألا يتجاوز عرضها 50 سم، حتى تسهل عمليه تناول الكتب، مع الحرص على تقطيع الرف الطويل كي لا يبدو خطاً مستقيماً، وذلك اما بإضافه أعمده خشبيه صغيره او بقطع او تحف تزيينيه ناعمه تشكل بدورها نوعا من الاكسسوارت، او ان يتم تركيز الرفوف بشكل متدرج يكسر حده التصميم الكلاسيكي. كما تنصح الزين بوضع المكتبه في اكثر الاماكن استخداما كغرف الاستقبال والجلوس لابراز جمالها واستقطاب الانظار اليها، او وضعها في غرفه مستقله تمنح القارئ الراحه النفسيه التي تبغيها خلال أوقات القراءه. وفي الحالتين من الافضل ان يرافقها مكتب ملتصق بها وكرسي مريح مع اضاءه مناسبه تسهل الجلوس والقراءه وتبعد عبء نقل الكتاب من غرفه الى اخرى، خاصه اذا ما كان حجمه كبيرا.
وبما ان للجمال والفخامه وجوهاً كثيره ويمكن تجسيدها في تزيين المكتبه بابتكارات وفنون متعدده، تضيف الزين: «لا بد من ادخال الإناره في تصميم المكتبه لتكسبها طابعاً مميزاً وتضفي ببريقها لمسه من الفخامه، لا سيما إذا ما وضعت على الجدار الخلفي للمكتبه او على سقفها بعنايه بالغه لتنشر اشعاعات خفيفه وكأنها نجوم مثبته. كما يمكن تسليط الضوء على اي كتاب مهم وثمين، او تثبيت الاناره امام الكتب بشكل خيط ضوئي فتضفي بتوزيعها الدقيق رونقاً خاصاً».