عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2006, 04:10 PM   رقم المشاركة : 31
ابو ياسر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي




اسبرانزا في بوسطن


الجزء الثامن


دققت بنظري ولأني أشوف زوج بدرية و هو مقبل من بعيد بعد ما شافنا و شاف بدرية........

إنا في اللحظة هذي دخلت في عالم ثاني بديت أفكر بسرعة مليون حللت الموضوع من كل النواحي ، قعدت أفكر وشلون درا إن بدرية مسافرة اليوم ، جئ في بالي انه كان يراقب شقتي ، بس ما اقتنعت في الشي هذا ، فكرت و استنتجت الكثير ، و فجاه تذكرت إني في يوم من الأيام مريت على مكتب سفر و سياحة في الرياض و كنت ابحث عن شخص مسافر لبلد ثاني و إن صاحب المكتب السياحي طلع برنت بجميع الركاب المسافرين على احد الرحلات ، ايقنت بان هذي هي الطريقة اللي عرف إن بدرية مسافرة اليوم على ديرتها.

طبعاً كل التفكير هذا ما اخذ مني إلا بضع ثواني ، خلال الثواني هذا و بتصرف أنثوي اعتقد انه طبيعي تحركت بدرية و توزت خلفي ، إما أختي جت و وقفت جنبي.

قرب زوج بدرية و في كل خطوة كان يأخذها كانت ملامح وجهه و الغضب الشديد البادي عليه مع الشرار اللي يتطاير من عيونه يتضح بشكل تدريجي.

و جئت اللحظة الحاسمة ، جت اللحظة اللي لن أنساها ما حييت و دائم أفكر فيها و دائم تزعجني و تورقني.

مشاء زوج بدرية (جاسم) الين وصل على بعد كم خطوه مني و من بدرية اللي كانت واقفة خلفي و هي ترتعش و الخوف بادي على وجها بشكل مرعب ، وقف جاسم و رفع يده و اشر على بدرية بسبابته و قال "إنا تفضحيني يا العاهرة يا ........ (قال كلام و سب مهوب زين) قدام اهلى ، أبوي يتصل على و يسب فيني بسببك ، ابوكي يكلمني و يتوعدني إذا رجعت للديرة ، أنتي يا اللي ما تسوئن الجزمة اللي في رجلي تفضحين بي بالطريقة هذي ، و كل هذا عشان السعودي السلتوح هذا ، والله ما تركبين الطيارة ولا ترجعين لم اهلك و قلبك ينبض" في اللحظة هذي تقدم جاسم نحوي بشكل سريع و حاول يلتف من حولي عشان يوصل لبدريه ، الناس من حولنا في المطار كانوا واقفين و يناظرون بذهول و زوج بدرية يصارخ بصوت عالي و يسب فيها بالعربي و الانجليزي و يناظرون حركات يديه و جسمه اللي وصلت لحد الارتجاف من شدة الغضب.

اثنا محاولة جاسم الالتفاف من حولي للوصول لبدريه تحركت إنا من مكاني و وقفت في طريقة بدون ما أحرك يديني أو أحاول ارفعها قدامه ، حاول يلتف من حولي مره ثانية و تحركت إنا مره ثانية و وقفت في طريقة ، بدرية من شدت الخوف بدت تبكي بشكل ملحوظ و تمسكت في قميصي من الخلف ، إما أختي ففي تلك اللحظة مدري وين راحت ، يوم وقفت في طريق جاسم للمرة الثانية زاد غضبة و زادت حركات يديه و بدا يصارخ على و يسبني و يسب اهلى و يسب ديرتي ، إنا تمالكت أعصابي ولا رديت عليه ، إنا كان هدفي و غايتي بسيطة ، إذا كان فيه مطاق فنا منيب صاير البادي ، إذا كان في مصافق فنا ابغاه هو اللي يبدأ.

و بالفعل هذا هو اللي صار لأنه و في لحضه خاطفة و بينما كنت واقف بجسمي في طريقة و يديني على جوانبي تفاجأت بجاسم يرفع يده و يخمني بونية (بقس) على وجهي ، إنا ما توقعت اللي صار و ضربته كانت قوية ولا اعتقد أنها منه اعتقد أنها من تأثير الشراب فيه لأنه كان واضح انه سكران على الأخر ، ضربته تسببت في إني افقد توازني و أتراجع للخلف كم خطوه و بغيت أطيح لولا إن بدرية سندت ظهري ، جاسم لأحض بدرية و هي تسندني و تضاعف غضبة مئات المرات و اندفع نحوي بسرعة و هو يحاول يضربني بقس ثاني .

بس المرة هذي كنت إنا مستعد له و اثنا اندفاعه نحوي و عند لحضت الالتحام تحركت بشكل سريع على جنب و رفعت يدي اليمين و ضربته على رقبته بذراعي ، ضربتي و بسبب اندفاعه العنيف تسببت في انه يمحط (يطيح) على ظهره بشكل عنيف ، من قوي المحطة ولان ظهره اثنا المحطة ضرب في احد الطاولات معاد قام و ولا عاد تحرك.

في اللحظة هذي توقفت الدنيا من حولي و صار كل شي و كأنه يسير بحركة بطيه جداً ، أصوات الناس و مصارخهم صار كأنه شريط مسجل يشتغل ببطء شديد ولا عاد صار له معنا ولا عاد صار مفهوم. هل مات جاسم ؟؟

صحيت خلال كم ثانية من الحلم اللي مريت فيه و انحنيت نحو جاسم و حطيت يدي على رقبته و بديت أتحسس إذا كان قلبه ما يزال ينبض.

الحمد لله نبضة كان عادي و لكن واضح انه فقط أغمى علية من قوة المحطة و من كثر الشراب ، فجاه ظهرت أختي في الصور و هي جاية تركض من بعيد و معها اثنين من الشرطة.

وصلو رجال الشرطة و شافوا جاسم و هو مغمى علية و متمدد على الأرض و شافوني و إنا واقف بالقرب منه ، على طول توجه حقين الشرطة لمي و مسكوني بشكل عنيف و طلعوا كلبشاتهم و كلبشوني ، حاولت اشرح لهم اللي صار أختي و بدرية بدو يصارخون على حقين الشرطة و قالوا لهم إني إنا بس كنت أدافع عن بدرية و إن زوجها هو اللي بدا المضاربة ، حتى الأمريكان اللي كانوا واقفين بدو يشرحون لحقين الشرطة اللي صار ، لكن الشرطيين ما سمعوا كلام احد و بدو يتلون على حقوقي القانونية حسب القانون الأمريكي ، واصلت إنا و أختي و بدرية و حتى بعض اللي كانوا موجودين الشرح لحقين الشرطة عن اللي صار ، لكنهم طنشو الجميع و قالوا أنهم بيودوني لقسم الشرطة و في القسم يتضح كل شي.

بعد ما كلبشوني الشرطيين جلسوني على احد الطاولات و اتصلوا على إسعاف المطار و خلال كم دقيقة كانوا المسعفين واقفين عند جاسم و يقيسون نبضة و يكشفون علية ، واحد من المسعفين طلع من شنطتة شي مدري وشو و شممه لجاسم ، صحا جاسم و بدا يناظر في اللي حوله ، حاول يقوم لكن المسعف منعه من الحركة و طلب منه يناظر إصبعه و هو يتحرك نحو اليمين و اليسار ، الظاهر كانوا يحاول يعرف إذا كان جاسم أصيب بارتجاج من الطيحة ، بعد كم ثانية سأل المسعف جاسم إذا كان يحس بدوخة و إذا كان يقدر يوقف.

مسك المسعف يد جاسم و قومه ، و بعدين جلسة على احد الطاولات.

توجه احد الشرطيين لم جاسم و سأله إذا كان يقدر يمشي فكان جواب جاسم بالإيجاب ، مسك الشرطي ذراع جاسم و طلب منه يمشي معه ، الشرطي الثاني قام و قومني من على الطاولة و سحبني إنا أيضا من ذراعي.

استمرت أختي و بدرية في محاولة إقناع رجال الشرطة بالقصة الحقيقة للي صار ، لكن بدون إن يكون فيه مجيب.

الحقيقة حقين الشرطة كانوا معذورين لان جاسم كان متمدد على الأرض و مغمى علية و إنا كنت واقف فوقه تقريباً.

اثنا توجهنا لخارج المطعم وصل رجلين شرطة إضافيين و الظاهر واحد منه كان الرئيس حقهم لأنه طلب من الشرطيين اللي كانوا ماسكين جاسم و ماسكيني أنهم يودونا على قسم شرطة المطار ، و نفس الشرطي الرئيس توجه لختي و للناس اللي كانوا واقفين في المطعم و بدا يتكلم معهم.

إما إنا فكنت امشي و يديني مكبلة بالكلبشات بجانب شرطي ماسك ذراعي الأيسر بقوة و كأنه خائف إني اهرب منه ، بينما كان جاسم يمشي بجانب الشرطي الثاني اللي كان أيضا ماسكة من ذراعه الأيسر و بشكل قوي ، لكن مسك الشرطي لذراع جاسم بقوة ما كان بسب خوفه انه يهرب إنما كان بسبب ترنح جاسم اثنا مشية بسبب السكرة و الطيحة.

مشينا مع رجلي الشرطة لمسافة غير قصيرة استمرأت لحدود 10 دقائق كاملة ، فكنا نسير بين الناس و في الممرات المختلفة و عبر الأبواب الكثيرة.

أدعو ربي انه ما مر احد من اللي يقرون الموضوع هذا بمثل التجربة هذي ، لأنها كانت تجربة مهينة و مريرة ، فنا كنت امشي و إنا مطاطي راسي و فشلان من الناس اللي أمر بينهم و من جنبها ، نظرات الناس و ملامح وجيههم ما كانت تحتاج لمن يترجمها فهي كانت واضحة اشد وضوح ، فنا و جاسم و من ملامحنا كان واضح إننا عرب ، و كنت إنا مكبل بالحديد و يجرني احد رجال الشرطة ، كانت سمعة العرب في أمريكا ذاك الوقت ما تحتاج إلي شي يسئ لها أكثر بعد إحداث نيويورك.

فهذا إنا و هذا جاسم و الشرطة تقتادنا في المطار ، شي ما يحتاج إلي تفسير ، هذا اسبرانزا و أكيد الشرطة كافشتة و هو معه متفجرات و يحاول يفجر نفسه في احد الطيارات أو يمكن اسبرانزا كان يحاول اختطاف احد الطائرات الأمريكية و يفجرها في الجو ، هذا ما جال في بالي و إنا اختلس النظر للأمريكان اللي كنت اجر من بينهم و إنا في طريقي لقسم الشرطة في المطار.

إما جاسم فما اعتقد انه كان على علم بما يحصل من حوله فهو كان في عالمة الخاص ، كان في عالم هو فيه ريشة تطفو فوق السحاب.

يقولون اذبح الرجال ولا تذله ، صفق الرجال ولا تقهره ، يا هو إنا حسيت بذلة و قهر ما بعدها ، القهر يفقد الشخص تفكيره و يخليه يسوي أو على اقل حد يفكر يسوي ما لا يخطر في البال .

وصلنا قسم الشرطة و أخذني الشرطي اللي ماسكني و دخلني في احد الغرف و طلب مني الجلوس على احد الكراسي و عدم التحرك من مكاني ، إما جاسم فمدري وش صار علية بعد ما دخلت الغرفة.

انتظرت في الغرفة حدود 45 دقيقة ، الخمسة و أربعين دقيقة هذا كانت كالدهر ، استرجعت خلالها شريط حياتي كاملة ، استرجعت خلالها كل ما صار لي من مشاكل من يوم وصلت إلي بوسطن اللي ألان ،إنا سافرت كثير حول العالم و مريت بمشاكل كثيرة و يمكن كان أسوئها المشكلة اللي صارت لي في هانوي في فيتنام او محاولة خطفي اللي صارت في الفلبين ، لكن اللي إنا فيه ألان و إنا جالس في مكتب صغير في قسم شرطة المطار في وقت كان فيه هجمة عنيفة ضد العرب في أمريكا ، فتصورت أسوا سيناريو ممكن يحدث ألان ، جال في بالي إن الأمريكان ممكن يقلبون الموضوع على بطريقة أو أخرا و أصير زى كبش الفداء ، إنا وش يضمن لي أنهم ما يقولون إني إرهابي و من أعضاء القاعدة ، فكرت في الشي هذا و حتى إني قلت في نفسي أكيد أنهم بيقولون إني إنا و جاسم شركا في الإرهاب و إن إحنا تهاوشنا في المطار على موضوع العملية الإرهابية اللي بنقوم فيها ، جئ في بالي أنهم ممكن يقولون إني العضو الواحد و العشرين بين اللي اختطفوا طياراتهم و فجروها في 11/9 .

دار في بالي أشيا كثيرة ، لكن أكثر ما أزعجني و خوفني هو أمي اللي لو قدر الله و صار لي شي من بيعتني بها و يهتم فيها.

بعد ما عدت 45 دقيقة دخل على واحد أمريكي متكشخ و لابس بدله و عرفني على أسمة و قال لي انه من امن الطياران الفدرالي الأمريكي ، و انه هو الضابط المسئول في مطار بوسطن.

قال لي الضابط انه يبغي يسألني بعض الأسيلة و انه لي الحق في عدم الإجابة عليها إلا في حضور محامي.

محامي؟؟؟ انا طارت عيوني في الضابط و قلت له " محامي ليه محامي هو إنا وش سويت غلط ، إنا كنت أدافع عن نفسي و عن بدرية ، كنت أحاول احمي بدرية من زوجها اللي كان يهدد بذبحها" ، رد على الضابط و قال انه استجوب جاسم و إن الكلام اللي قال له جاسم يختلف عن كلامي بالكامل.

سألني الضابط مره ثانية إذا أبي محامي دفاع مكلف من الدولة ولا يبدأ في استجوابي.
فكرت في الموضوع و خفت إن الأمور تسوأ أكثر لو قلت شي أو جرجرني الضابط في الكلام و ادعى إني قلت شي إنا ما قلته ، كنت خائف من الضابط و كانت خائف أكثر من صورة العرب عند الأمريكان في ذاك الوقت ، قعدت أفكر ، إنا من وين أجيب محامي ألان و إنا وش يضمن لي إن المحامي اللي ببجي عن طريق الحكومة الأمريكية بيكون متعاون معي ولا يقلب الموضوع على ، في اللحظة هذي تذكرت كريستين (البنت اللي كنت قابلته في مدينة العاب السكس فلاقز ، البنت اللي استفرغت على) ، بس المشكلة إني كنت ما كلمتها من يوم طلعت من شقتها ذيك الليلة و حتى هي ما حاولت تكلمني.

بس وش أسوي ، إنا في غربة ، إنا في ديره ما اعرف فيها احد ، توكلت على الله و قررت اكلم كريستين ، قلت للضابط إني ابغا اكلم محامية إنا اعرفها و إني ما ابغا المحامي المكلف من الدولة ، وافق الضابط على طلبي و فك احد الكلبشات اللي على احد يديني و ربطها في الكرسي اللي إنا كنت جالس علية ، بعدين قرب مني التلفون و طلب مني اتصل على المحامي حقي ، طلعت محفظتي من جيب البنطلون و طلعت رقم كريستين اللي كنت كاتبة على ورقة صغيرة و مصفط الورقة و موزيها في المحفظة عشان ما تلقاءها أختي.

رن التلفون و استمر في الرنين ، بعد حوالي 5 رنات ردت كريستين و دار بيني و بينها الحديث التالي:

اسبرانزا: هلا كريستين إنا اسبرانزا كيفك و كيف أحوالك.
كريستين: اسبرانزا ، يا هلا و يا مرحبا أنت وينك و وين أيامك والله إني مشتاقة لشوفتك و كان ودي أكلمك بس خفت ما ترد على.
اسبرانزا: كريستين إنا طايح في مشكلة و محجوز ألان في قسم الشرطة في المطار و محتاج لك تكونين جنبي.
كريستين : المطار ، الشرطة ، هو أنت وش مسوي ، ولا أقولك إنسا الموضوع إنا جايتك الحين.

ااااايه اثر كريستين تحبني و إنا ما ادري ، والله إني مهبول إنا مكبل في قسم شرطة و قاعد أفكر إن كريستين تحبني.

بلغت الضابط إن محاميتي جاية في الطريق ، قال لي الضابط اجل بخليك ألان الين تجي المحامية ، سألت الضابط عن أختي و عن بدرية و عن جاسم ، فقال لي أنهم ودي جاسم للمستشفي عشان يسوون له كشوفات ، إما أختي و بدرية فهم موجودين برا القسم حق المطار.

قرب من الضابط و فك الكلبش اللي كان مربوط في الكرسي و أعاد ربطه في يدي و طلب مني عدم التحرك من مكاني الين يرجع لي.

بعد حدود الساعة دخل على الضابط و كانت كريستين معه ، إنا أول ما شفت كريستين طقتني العبرة و دمعت عيوني ، طلعت كريستين بنت أجواد و جت عشان تفزع معي أول ما درت إني في مشكلة ، أقبلت لمي كريستين و بدت تطقطق على ظهري و قالت لي إن الموضوع بسيط و أنها تفاهمت مع الضابط و قرأت أقوال الشهود و أقوال أختي و بدرية و انه واضح إني كنت أدافع عن نفسي و انه انشاءالله ما على مشكلة.

في اللحظة هذي دموع الخوف و الحزن تحولت إلي دموع فرح و ارتياح ، كريستين وصلت و مع وصولها بانت الحقيقة ، كريستين هذي ملاك أرسله لي ربي عشان ينقذني من اللي إنا فيه.

قرب مني الضابط و فك قيودي و قال لي إني حر طليق في الوقت الحالي ، و سألني إذا ودي أقاضي جاسم على ضربة لي ، كان ردي سريع و قلت له لا ما أبي شي من جاسم أطلقوه و خلوه يروح في طريقة ، رد على الضابط و قال إذا أنت مسامحة ولا تبي منه شي فالحكومة الأمريكية ما تسامحه لأنه تسبب في مشكلة و بلبلة في المطار أدت لهلع الناس ، و انه بيتم احتجازه الين تندفع كفالته أو الين يودا للمحكمة عشان يتحاكم.

أطلقني الضابط و قال لي إني ممكن أروح لم شقتي بس لازم ما اترك البلد الين يسمحون لي ، جيت برد على الضابط و أقول له إني ما اقدر ولازم أسافر لم ديرتي بعد كم يوم لكن كريستين منعتني من الكلام و قالت لي انه هي بتتفاهم مع الشرطة بعدين.

طلعت من قسم شرطة المطار و ملاكي المنقذ كريستينا جنبي و إنا متعنقط في ذراعها تقل بزر صغير خائف يضيع ، لقيت أختي و بدرية جالسين في الكراسي حقت المطار الموجودة قدام مركز الشرطة ، أول ما شافتني أختي و بدرية جو يركضون لمي و خموني ذيك الخمة اللي بغت تكسر ضلوعي منها ، ما قدرت أختي و بدرية يتمالكون نفسهم و انهمرت دموعهم و هم يخموني.

طبعاً بدرية فاتتها رحلتها لذلك اضطررنا نروح و نأخذ عفشها بعد ما نزلوه من الطيارة و اضطررنا نشرح لحقين المطار السبب اللي ما خلاها تقدر تركب طيارتها.

طلعنا من المطار و ركبت أختي و بدرية معي في السيارة و طلبت من كريستين تلحقنا بسيارتها للشقة حقتي ، لكنها قالت أنها لازم تمر على مركز الشرطة اللي يتبع له مركز شرطة المطار و تشوف وش صار على الموضوع ، لذلك عطيت كريستين عنوان الشقة و كل واحد مننا انطلق في طريقة.

خلال نصف ساعة كنت في الشقة و معي بدرية و أختي ، بدرية على طول راحت للتلفون و اتصلت على أبوها و قالت له اللي صار بالكامل ، طلب أبو بدرية انه يكلمني ، فدار بيني و بينة الكلام التالي:

اسبرانزا: السلام عليكم يا أبو حمد ، وشلونك طال عمرك.
أبو بدرية: إنا بخير أهم شي أنت وشلونك ، والله ثم والله إن اللي أنت سويته و فزعتك مع بنتي بدرية انه دين في رقبتي ما حييت ، و والله ثم والله إني برد لك الدين هذا.
اسبرانزا: وش جميلته و وش دينه يا بو حمد ، ترى بدرية مثل أختي و كل اللي سويته عادي و يسويه كل اخو لخته.
ابو بدرية: لا يا اسبرانزا ، اللي أنت سويته ما يسويه إلا قله من الرجال في الأيام هذي ، خلنا من الموضوع هذا ألان و أوعدني يا اسبرانزا ، أوعدني يا اسبرانزا.
اسبرانزا: أمرني يا بو حمد إنا أوعدك بكل ما اقدر عليه.
ابو بدرية: بنتي يا اسبرانزا ، بنتي ، أوعدني انك ترجعها لي و هي بخير و عافية ، تكفا طلبتك يا اسبرانزا.
(مع الجملة الأخيرة اختنق صوت أبو بدرية و طقته العبرة)

اسبرانزا: ما احتاج أوعدك يا ابو حمد لان بدرية أمانة في رقبتي ، و احلف لك بلي ما تنام عينة إن ترجع لك بدرية وهي سالمة و غانمة.

انتهت مكالمتي مع أبو بدرية ، و جابت أختي كمادات و حطتها على خدي عشان تخفف شوي من اثأر الانتفاخ البسيط اللي كان على خدي من البقس اللي ضربني فيه جاسم.

قعدنا في الشقة حدود ساعة بعدين رن التلفون و ردت أختي ، كان المتصل هو كريستين و قالت لي أنها واقفة قدام الشقة و تبيني انزل لها ، طلبت من كريستين أنها تطلع للشقة عشان أضيفها لكنها عيت و قالت أنها تبي تكلمني على انفراد.

طلعت من الشقة و نزلت للشارع و كل تفكيري في انه فيه مصيبة حاصلة و إن كريستين ما كانت تبي أختي و بدرية يدرون عنها.

لقيت كريستين واقفة قدام باب العمارة ، طلبت مني كريستين أجي معها في سيارتها عشان نروح لم محل نتكلم فيه ، مشيت مع كريستين لم سيارتها ، و هنا المفاجئة ، ياهي سيارتها كانت تأخذ العقل ، كانت سيارتها مرسيدس 360 كوبية كشف و لونها فضي و الظاهر كان موديلها موديل السنة نفسها ، إنا اندهشت من السيارة لكن ما علقت على الموضوع.

رحت مع كريستين لم كافي قريب و قعدنا فيه و دار بينا الحديث التالي:

كريستين: اسبرانزا رغم إن موضوع مضاربتك مع جاسم يعتبر شي بسيط و انك فقط كنت تدافع عن نفسك و عن بدرية ، لكن لان الشي هذا صار داخل المطار و لان الشرطة بلغت مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بلي صار ، و هذا حسب التوجيهات اللي عندهم بالإبلاغ عن أي عرب و سعوديين يقعون في مشاكل للشرطة الفدرالية ، و لان مشاعر الكره و العداوة ضد العرب و السعوديين مشتده بشكل كبير الأيام هذي ، فنا بلغوني حقين الشرطة الفدرالية إني لازم اوديك بكرة لم مكتبها عشان يحققون معك.
اسبرانزا: شرطة فدرالية ، تحقيق ، ليه ، الموضوع ما يستأهل كل هذا ( في اللحظة هذي دارت بي الدنيا و بديت ارتعش من الخوف ، فكرت إني ألان صدق ممكن أكون كبش فدا للأمريكان).
كريستين: لا ، لا تخاف هم بس بيسألونك كم سؤال عشان يتأكدون انه مالك ارتباطات إرهابية أو ما شابه ذلك من الأسئلة ، و إنا بكون معك وقت التحقيق و ماني سامحة لهم يؤذونك بأي طريقة.
اسبرانزا: طيب ماهي مشكلة إنا أروح لمهم بكرة ، بس ما ودي انك ما تورطين نفسك في الموضوع أكثر من كذا ، أخاف انك تنظريين بشكل أو أخر.
كريستين: لا يا اسبرانزا إنا معك على طول الطريق ولأني تاركتك إلا و أمورك زينة ، و إنا ما يهمني احد لأني واثقة منك و واثقة انك رجل مسالم و برئ. و إنا لا يمكن اسكت عن الحق مهما كلفني الشي هذا.

كانت غريبة كريستين ، أسلوبها في الإقناع و تمسكها بمبادئي قل ما ينظر لها احد الأيام هذي و الأكثر من هذا كله فزعتها و مساعدتها لشخص يعتبر غريب عنها و من المفروض يعتبر عدو لها لكونها أمريكية و إنا سعودي ، لكن أقولها و بكل صراحة يا فيه الكثير من الأمريكان و بالذات من هم متعلمين بشكل جيد فيهم طيبة غريبة.

جئ في بالي اسأل كريستين عن إتعابها كمحامية و إني ادفع لها فلوس مقابل وقفتها معي ، بس خفت أنها تزعل لو أقول لها الشي هذا و بالذات انه واضح أنها عندها من الفلوس ما يكفي.

انتهيت من كلامي مع كريستين و رجعتني للشقة و طلبت مني أغير ملابسي و أتجهز لأنها ناوية تمشيني في بوسطن الليلة ، إنا ما خالفت و قلت في نفسي على الأقل الواحد ينبسط قبل ما يصير له شي بكرة ولا عاد يقدر ينبسط مرة ثانية.

كانت الساعة 7 في الليل يوم وصلتني كريستين للشقة و قالت لي أنها بترجع تأخذني مره ثانية عند حدود الساعة 9 .

دخلت للشقة و قلت لختي و بدرية بكل اللي قالته لي كريستين ، طبعاً قلقو من الموضوع و كل وحده منهن بدت تعطيني رائها في الموضوع و من الأفكار اللي غطوها لي انه لازم ما أروح لمركز الشرطة الفدرالية و انه لازم أنحاش و ارجع للسعودية.

طبعاً كل الكلام هذا ما كان منطقي و قلت الهم إن اللي كاتبة الله ببصير و إني ألان لازم أتجهز لان كريستين بتجي و تمشيني في بوسطون.

أختي و بدرية ما علقو على موضوع طلعتي مع بدرية ، إنا أخذت لي ترويشه (دش) سريع و بعدين لبست أحسن ملابسي و تجهزت لجية كريستين.

و بالفعل و عند الساعة 9 دقت على كريستين في الشقة و قالت لي أنها عند باب العمارة.

نزلت و ركبت مع كريستين في سيارتها ، كانت كريستين منزله سقف السيارة حقتها و الجو في ذيك الليلة جميل إلي إقصاء درجة ، كان فيه شوي سحاب لكن ما كان فيه أي دليل على إن فيه مطر في الطريق.

بدينا نلفلف إنا و كريستين على سيارتها و ودتني لم الكثير من الأماكن و كانت تتكلم و تشرح لي عن كل محل نمر جنبه و في نفس الوقت كنا نسولف عن أشيا كثيرة ، الوقت مر بسرعة لان الكلام كان مع كريستين جدً ممتع و اللي زاد في متعته هو كريستين و جمالها اللي يأخذ العقل ، جمالها إلي يخلي كل من يشوفها مع ظلمة الليل إن القمر نزل و جلس جنبي في السيارة.

بعد حدود ساعة من الدوران قالت لي كريستين أنها تبي توديني لم مطعم قريب من بوسطون و انه المطعم المفضل عندها و إن أكله زين ، قلت لها ما يخالف و انطلقنا للمطعم.
المطعم كان أسمة اوكسفورد ستريت قريل (Oxford street grill) و كان يقع في منطقة تبعد حدود النصف ساعة عن وسط بوسطن اسمها لينن (lynn) ، وصلنا للمطعم و كانت كريستين الظاهر حاجزه فيه طاولة لأنه أول ما وصلنا قالت لحقين المطعم إن عندها حجز ، و كان زين إن عندها حجز لان المطعم كان مليان و كان فيه ناس كثيرين ينتظرون طاولة عشان يجلسون.
هذا عنوان المطعم:

191 Oxford Street Lynn MA 01901




هذا المطعم من برا


الجلسة في المطعم كانت جداً خاثرة و الأضاءه كانت جداً ضعيفة و اغلب النور كان يجي من الشموع الموجودة على كل طاولة ، و كان فيه في احد زوايا المطعم واحد قاعد يعزف مقطوعات موسيقية هادية على بيانو.

سألتني كريستين وش أبي أكل ، فقلت لها تطلب لي أي شي هي تطلبه لنفسها ، إما المشروب فطلبت لي كوكاكولا و طلبت لنفسها واين احمر (نبيذ) ، قعدنا نسولف و كريستين كانت جالسة على كرسي مقابل لي من الجهة الثانية من الطاولة ، مع كاس الواين الثاني لكريستين قامت من مكانها و جلست في الكرسي اللي جنبي و مسكت يدي و بدت تسولف سواليف والله مالها داعي و كانت تقول أنها معجبة فيني و ما شابه ذلك من الكلام و كانت تسألني إذا إنا عندي صديقه أو خطيبة في السعودية و إذا كنت حبيت احد من قبل ، كانت تقول أشيا كثيرة و إنا بطريقه أو أخرا أتهرب من الإجابة أو امشي معها في كلامها.

جئ الأكل و أكلنا و قعدنا في المطعم حدود ساعة كاملة ، بعدين طلبت كريستين الحساب و دفعت مبلغ الأكل كامل ولا خلتني ادفعه إنا رغم محاولتي الشي هذا.

طلعنا من المطعم و طلبت مني كريستين أسوق سيارتها لأنها ما ودها تسوق و هي شاربة ، إنا سقت المرسيدس و يا كانت سواقته شي و بالذات لما يكون الجو جميل و جالس جنبك شي أجمل.

وصلنا شقتها و طلبت مني كريستين ادخل معها للشقة عشان نكمل عندها السهرة ، فكرت في الموضوع و خفت اعتذر و تزعل و تطنشني بكره ولا تروح معي للشرطة و في نفس الوقت خفت أوافق و يصير مالا يحمد عقباه ، ما خلتني كريستين أفكر كثير و سحبتني من يدي من السيارة و طلعتني معها للشقة حقتها.

دخلنا الشقة و راحت كريستين و شغلت الستريو حقها و حطت نفس الأغنية اللي حطتها أول مره رحت لها في شقتها.

بعدين راحت كريستين و جابت لي علبة كوكاكولا من الثلاجة و جابتها لي ، قالت لي أنها بتراوح تأخذ ترويشة سريعة و ترجع لي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

( يتبــــــع)






توقيع ابو ياسر
 
  رد مع اقتباس