عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2005, 07:44 PM   رقم المشاركة : 2
ابو ياسر




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي



رحلة اسبرانزا الي بوسطن

الجزء الأول


في منتصف شهر 6 من عام 2002 ، اضطررت مجبراً وفي نفس الوقت راغبا للسفر إلي مدينة بوسطن في ولاية ماساشوسيس الأمريكية ، كنت انا الوحيد في إفراد عائلتي الذي كان لدية تأشيره صالحة للسفر إلي أمريكا و كانت أختي بحاجة إلي مرافق لها في بداية بعثتها التدريبية للحصول على درجة استشارية في جراحة القلب في مستشفي برقمن اند ومن التابعة لجامعة هارفرد.

طبعاً إنا رفضت أروح في البداية لأمريكا خصوصاً بعد إحداث 11/9 ولكن لمن عرفت إني بروح محفول مكفول و لمدة قصيرة حتى يتمكن زوج أختي من اللحاق بنا ، ما اصريت على رفضي الروحة.

كانت حجوزاتنا للسفر على الخطوط السعودية ، و رغم إني اكره و ارفض دائماً السفر على الخطوط السعودية ، اضطررت لقبول الأمر خصوصاً و إن التذكرة مجانية بالنسبة لي.

اقلعنا من الرياض ، و الغريب في الموضوع إن الطيارة كانت مليانة بالكامل ، و هذا شي ما توقعته بعد المشاكل اللي كانت صايره بين السعودية و أمريكا في ذالك الوقت.

عطوني الخطوط السعودية كرسي في وسط الطيارة على الممر ، و كان جالس في الكراسي اللي جنبي صفة بزران ، و في الكرسي اللي جنبي على الممر كان جالس فيه واحد يماني هو ويا خويه راجعين لشغلهم في أمريكا بعد قضاء إجازتهم في اليمن ، اليمانية هذول يشتغلون في محطة بنزين في أمريكا ، و الظاهر أنهم كانوا بالعين روادو لأنه طول الرحلة مغير قرق.

الرحلة كانت طويلة ولا كنت قادر أتمدد لان الكراسي كلها مليانه ، ولا قهرني في الموضوع هذا كله إلا اليمنية بعد ما أزعجوني طول الرحلة و قرروا ينامون ، ما عاق معهم الموضوع ، واحد منهم انسدح على الأرض تحت كرسيه و كرسي خويه ، و خويه انسدح فوق الكراسي و راحوا في سابع نومه.

المهم أخيرا وصلنا إلي مطار نيويورك و الحقيقة عدينا من الجوازات بكل سهولة و بدون تدقيق أو خلافة ( الحمد لله وجهي دائم يشع بالبراءة).

بعد ما أخذنا عفشنا كنا مضطرين نروح لم الصالة الخاصة بطيران اميركان ايرلانز ، ركبنا لنا في باص و ودانا للصالة ، بعدين مرينا على الكاونتر عشان نأخذ البوردنق باس ، يوم عطينا جوازاتنا للموظفة المسئولة و شافت إن إحنا من السعودية ، قالت لنا إن إحنا لازم نأخذ عفشنا للتفتيش قبل ما يحمل على الطيارة ، و بالفعل أخذنا عفشنا لمهم و فتشوه بعدين حملوه على الطيارة.

أعلن المذيع الداخلي في المطار عن موعد إقلاع رحلتنا و توجهنا للبوابة عشان ننزل مع الخرطوش و نصعد للطيارة ، لكن المفاجأة ما فيه خرطوش ، البوابة كانت تفتح على طول على ارض المطار و كان مطلوب مننا نمشي للطيارة ، نا استغربت السالفة هذي و قلت غريبة الأمريكان ما عندهم فلوس يركبون خراطيش.

طبعاً استغرابي هذا لعدم وجود خرطوش انتهى أول ما شفت الطيارة ، الطيارة كانت اصغر من سيارتي و محركاتها تقل مروحة مكينة حقه سيارة عادية ، كانت الطيارة ما تشيل إلا 10 ركاب ، و الحقيقة إنا أول ما شفتها و شفت الدخان الأسود اللي يطلع من محركاتها خفت و قلت الله يستر لا تطيح ابنا الطيارة الصغيرة هذي.




هذي صوره لطياره مشابهه للطيارة اللي في نيويورك.



صعدت الطيارة الصغيرة ، و تحركت على المدرج استعداد للإقلاع ، و مدري ليه في ذيك اللحظة تخيلت إني راكب ددسن مهوب طياره ، المهم دعس الطيار على البنزين و أقلعت الطيارة ، يوم وصلنا إلي حدود 800 متر عن الأرض ، و إنا كنت جالس جنب الشباك ( بالمناسبة كل المقاعد كانت جنب الشباك) ، و أبدا أشوف دخان اسود يطلع من المحرك اللي جنبي بشكل كبير ، إنا استغربت الموضوع لكن قلت يمكن المحرك يشتغل على ديزل و هذا شي طبيعي.

بعد كم دقيقه و الطيارة تدحرج يمين و يسار بشكل غريب ، أعلن الطيار إن فيه مشكله في احد المحركات و انه بيرجع لم مطار نيويورك مره ثانيه ، و قال الطيار إن الهبوط يمكن يكون عنيف شوي.

عاد تخيلوا إن الواحد في طياره تقل علبه ساردين و احد محركاتها عطلان ، في ذيك اللحظة يمر قدام الواحد شريط حياته كلها و يبدأ يدعي ربه دعاء ما يدري وين طلع منه.

لكن الحمد لله الطيارة هبطت عقب ما بنطت على المدرج كم مره ، و سيارات الإطفاء و الإسعاف تلاحق الطيارة خوفاً انه يصير لها شي.

بس تصدقون يوم نزلت من الطيارة و حطيت رجلي على الأرض ، ياهي كانت الأرض تقل جنه ، و يبدأ الواحد يقول وش اللي حادني على الطيران.

المهم نقلونا في باص صغير إلي مبني المطار اللي طلعنا منه ، و انتظرنا داخل المبني حوالي ساعتين ، بعدين بلغونا أنهم جابو طياره ثانيه و إن الطيارة جاهزة للإقلاع.

طلعنا على المدرج مره ثانيه و توجهنا للطيارة اللي بتأخذنا إلي بوسطن ، ولا الطيارة نفس نوع و حجم الطيارة الأولي ، إنا ايقنت إن الأمريكان ما عندهم نية يوصلونا إلي بوسطن و إحنا سالمين ، لكن ما بليد حيله ، يعني وش كنت بقول لهم (معصي ماني طالع الطيارة جيبو للي طياره كبيره).

ركبنا الطيارة و أقلعت ، و إنا مركز عيوني على محرك الطيارة اللي جنبي و قاعد احتريه يدخن من جديد ، بس الحمد لله ما طلع دخان من المحرك و وصلنا إلي بوسطن بعد حوالي 30 دقيقه في قطعه وحده.




هذي صوره لمطار بوسطن من الجو.




و هذي ارض المطار أول ما هبطت الطيارة.




إنا يوم شفت الطيارات هذي جنب طيرتنا الصغيرة انقهرت ، طلعنا في طيرتنا تقل سيارة ايكو جنب سوبربان.



طلعنا من المطار بعد ما أخذنا عفشنا ، و أخذنا تكسي من حقات المطار و طلبنا منه يأخذنا إلي فندق الهولدي ان في منطقه في بوسطن اسمها ديد هام ( الفندق كنا حجزنا فيه من السعودية بثمانين دولار في ألليله) ، المشوار للفندق كان حوالي 40 دقيقه و كلف حدود 50 دولار ، بس تبون الصراحة المدينة كانت جميله و بالذات في مبانيها اللي كانت على الطراز الأوربي القديم المبني بالحجر الأحمر.

وصلنا للفندق و أخذنا غرفتنا ، الغرفة كانت حليلة بس ماهي اللي في البال خصوصاً و إن سعرها كان يعتبر غالي شوي.

نزلنا للفندق عشان ندور لنا على أكل ، كان مطعمهم إي كلام ، أكلنا فيه ، و الحقيقة ما اذكر وش أكلت ، كلي اللي اذكره انه يلوع الكبد.


( يتبــــــــــــــع )







توقيع ابو ياسر
 
آخر تعديل الطائر المهاجر يوم 06-01-2006 في 09:57 AM.
  رد مع اقتباس