الموضوع: وهل عشقت سواه؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2010, 06:45 PM   رقم المشاركة : 43
سامي احمد الفيفي
شاعر





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :سامي احمد الفيفي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وهل عشقت سواه؟!


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحان الفيفي مشاهدة المشاركة
أخي الكريم / سامي

نص بديع من شاعر جعل الأصالة الشعرية منهجه .

إلا أن لي بعض المرئيات النقدية التي لن تقلل من جماليات النص.

أولا: وحدة القصيدة .
فالقصيدة لم تكن ذات وحدة موضوعية واحدة ، بل نرى الشاعر فيها تقليدياً ،حيث طرق عدة موضوعات بدأها بشكوى الحال ، وأسهب في الحديث عن معاندة الأيام له ،ثم انتقل إلى الفخر الذاتي بأفعاله الكريمة مع الكرام، ثم انتقل إلى الفخر بالوطن،
ورغم أن الشاعر قد أحسن التخلص والانتقال من موضوع لآخر حتى بدت وكأنها مترابطة ، إلا أن تعدد المواضيع ـ كما أسلفت ـ جعل الوحدة النفسية (الشعورية) مختلفة ، فأولها حزن وشكوى وآخرها فخر ، مما أدى إلى تباين في الجو النفسي بين أول النص وآخره.

ثانيا:
أعتقد بأن القافية قد أجبرته أحيانا على استخدام ألفاظ لا تضيف للمعنى شيئا مفيدا ، وإنما جاءت اضطرارا للمحافظة على الوزن . كلفظة : ( الطبيعية ) في قوله:
آمـنــت بالله مـسـعـدنـي ومشـقـيـنـي
لــولاه رحـــت ف: حـوادثـهـا الطبيـعـيـة

ثالثا:
أعتقد بأن بعض ألفاظ النص لا تتناسب مع الجو الشعري ، مثل :
البرامج الاحتياطية ، في قوله :
تكسر مجاديفي بلـوى وبلـوى تعمينـي
وتـضـيـع حـتــى الـبـرامـج الاحتيـاطـيـة

وقوله : الـزجـاجـات العـدائـيـة

في قوله :
كـثَّـرت مــن ضيـقـة الخـاطـر معاديـنـي
وادمـنـت شــرب الـزجـاجـات العـدائـيـة





أما جماليات النص فهي كثيرة جدا تحتاج إلى وقت أطول لتجليتها ، إلا أني سأشير إلى بعضها: يقول:
ويـاصـفـائـي ويـاطــيــري وبـسـاتـيـنـي
ويـاشـمـوس الـعـمـر وأحـلامــه و فَـيّــه


بيـنـي وبيـنـك بـحـر يـاخـوف تنسيـنـي
وامــســي مــجــرد حـكـايــات روائــيــة

أنـا سقيتـك عسـل وانـتـي سقيتيـنـي
عشـق كتبـه المطـر فــي خــد جـوريـة

عشقـتـك بـكـل مــا أحــوي ويحـويـنـي
يــا اوّل غــلا عـشَّـش بقـلـبـي وتـالـيّـه

أنـتـي بــلاد السـعـد والطـهـر يـرويـنـي
نسـيـمـك المنـبـعـث بـاحـلـى معـانـيّـه


ولعل هذه الأبيات هي من أجمل ما قرأت عن الوطن ، لأنها أبيات شاعرية ذات عذوبة ورونق ، وكأن الشاعر هنا يصف فاتنة بديعة الحسن ، ثم يبثها حبه وولعه بها ،
في حين أن الكثير من النصوص الشعرية الوطنية يغلب عليها الجفاف .




مع خالص حبي وتقديري لأخي سامي.

لا أدري بأيهما أفخر: بالنص أم بقراءتك النقدية التي أطلعتني على أمتعتني وأطلعتني على ما خفي عني..

ما سأتجاوزه يعني عدم احتياجي لتوضيحه فأنا مستمتع به وموافق عليه..

بخصوص قافية (حوادثها الطبيعية) فتوجد مشكلة في إظهار الضمائر في بعض الجمل عندنا لذلك يأتي التفسير مشكلا!!

نقول: فلان راح فيها (في ايش؟!)...نقول للجاهل: ما درى بخبرها (خبر من؟!)..لذلك حين أردت أن أقول: آمنت بالله الذي لولاه رحت فيها..أردت أن أظهر المضمر -قد يكون لإكمال الشطر- لكن حتى لو كان الشطر الأول ولم يكن مقفى فما هو الاسم الظاهر الذي سيحل محل الضمير (فيها)؟!

من هنا نشأت المشكلة..فوجدت أن الأنسب -في تقديري- ذكر الحوادث الطبيعية من هم وغم وفراق ودمع وحزن..الخ وأضف البراكين والزلازل والمحن فكلها طبيعية!!

أنا هنا أفسر لنا وأبرر لي، فلستَ ملزما بموافقة رؤيتي..

...

(الزجاجات العدائية) هذي متعوب عليها ههههههه حصل هنا ما تعرفه من (الانزياح) فحين تجتمع الكلمات التالية: أدمنت + شرب + الزجاجات + ضيقة خاطر وهم شديد..سيذهب الذهن إلى أني سأكملها بكلمة (الكحولية) لكن الصدمة حصلت بتجنبي هذه الكلمة وكأنني أصبحت سكيرا بالعداوات..

أجد الشطر جميلا يا فرحان..

يقال عن الشاعر أنه يجرح ويداوي..أظنك مارست مع النص هذا الأسلوب!!

لكن بحق فأنا سعيد بملحوظاتك النقدية كثيرا..خاصة مسألة الوحدة النفسية فقد كانت غائبة عن ذهني تماما..

شكرا لنقدك..






توقيع سامي احمد الفيفي
 
  رد مع اقتباس