[الضرغام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، وصلاةً وسلاما على المصطفى وبعد
نرى في أمتنا أمرا غريبا تتفطر له العقول السليمة ، والفطرة الصافية ،
فترى البعض في كل مكان ، كما يفرضه عليه المكان يكون ، في السوق مخادعا ، في المسجد باكيا ، في الشارع شرا ، في الكلام فطنا لبيبا ، حالٌ مخزية ، وواقع مرير ، والله المستعان وكأن الإسلام قد غدا طقسا من الطقوس وليس دستورا للمسلمين ، نسأل الله السلامة من كل إثم ، والغنيمة ممن كل برّ


فسطرت هذه الكلمات راجيا من الله القبول ، ولعلها تكون خالصة لوجهه الكريم ، فتصادف قلوبا غفلت فتفيق من غفلتها
فأقول والله ولي التوفيق


أنا مسلم

اختر لنفسك ما تشاء من الغوى = أما أنا فمضيت في درب الهدى
لن أنثني عن حب دين سماحة = مهما تبهرج باطل و تعربدا
الحق أبلج كالنهار كشمسه = عم البسيطة نوره فاذهب سدى
يا ليل فارحل بالظلام و أهله = أنا مسلم فوق الجهول وإن عدى
في كل درب كل حين مسلم = أنا مسلم لله سرت على هدى
في السوق آداب الديانة منهلى = ومع الورى خلقى تهذّب واهتدى
هذبت نفسي للإطاعة معلنا = فاز الذي زكى الفؤاد من الردى
أما الذي حسب الهوى درب الهدى = فهو الجهول وليس يعلم بالعِدَا
فالنفس لا تدعوا لغير هلاكها = أمّارة بالسوء تعشق ما بدا
فيغرها حسنٌ قبيح أصله = حسبت ظلام الجهل نورا سرمدا
فحذار من غبن يجرّ لحسرة = تدع الفؤاد كجمرة متوقدا
أنا مسلم في كل حين مسلم = لله أسلمت الفؤاد تعبدا

سلمتم