منتديات الفطاحله - عرض مشاركة واحدة - مرثية (( مالك بن الريب) يرثي فيها نفسه
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2008, 03:42 PM   رقم المشاركة : 1
خالد محمود الفردي
كاتب أدبي







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :خالد محمود الفردي غير متواجد حالياً

 

افتراضي مرثية (( مالك بن الريب) يرثي فيها نفسه


[msg]مرحباً بك أخي الحبيب في متصفحي[/msg]


ألا لـيـت شـعـري هــل أبـيـتـن لـيـلـة==بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضـه==وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى==مـزارٌ ولكـن الغضـى لـيـس دانـيـا
ألــم تـرنـي بـعـت الضـلالـة بـالـهـدى==وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وأصبحت فـي أرض الأعـادي بعيـد مـا==أرانـي عـن أرض الأعـادي قاصـيـا
دعاني الهـوى مـن أهـل أودٍ وصحبتـي==بـذي الطبسـيـن فالتـفـت ورائـيـا
أجـبـت الـهـوى لـمـا دعـانـي بـزفــرةٍ==تقـنـعـت مـنـهـا، أن ألام، ردائـيــا
أقـول وقـد حالـت قـرى الكـرد دوننـا==جزى الله عمراً خير ما كان جازيـا
إن الله يرجعـنـي مــن الـغــزو لا أرى==وإن قـل مالـي طالبـاً مــا ورائـيـا
تقـول ابنتـي، لمـا رأت طـول رحلـتـي==سـفـارك هــذا تـاركـي لا أبــا لـيـا
لعمـري، لئـن غالـت خراسـان هامتـي==لقد كنت عن بابـي خراسـان نائيـا
فـإن أنـج مـن بابـي خـراسـان لا أعــد==إلـيـهـا، وإن منيتـمـونـي الأمـانـيـا
فلله دري، يـــــوم أتـــــرك طـائــعــاً==بـنـي بأعـلـى الرقمتـيـن، ومـالـيـا
ودر الـظـبــاء الـسـانـحـات عـشــيــةً==يخبـرن، أنـي هـالـكٌ، مــن ورائـيـا
ودر كـبــيــري الــلــذيــن كــلاهــمــا==عـلـي شفـيـقٌ نـاصـحٌ لــو نهـانـيـا
ودر الــرجــال الـشـاهـديـن تـفـتـكـي==بـأمـري ألا يقـصـروا مــن وثاقـيـا
ودر الهـوى مـن حيـث يـدعـو صحـابـه==ودر لـجـاجــاتــي ودر انـتـهـائــيــا
تذكـرت مـن يبكـي عـلـي فـلـم أجــد==سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشــقــر مـحـبــوكٍ يــجــر لـجـامــه==إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
ولـكــن بـأكـنـاف السمـيـنـة نــســوةٌ==عـزيـزٌ عليـهـن العشـيـة مــا بـيـا
صريـعٌ عـلـى أيــدي الـرجـال بقـفـرة==يسوون لحـدي حيـث حـم قضائيـا
ولـمـا تـــراءت عـنــد مـــرو منـيـتـي==وخـل بهـا جسمـي وحانـت وفاتيـا
أقــول لأصـحـابـي: ارفـعـونـي فـإنــه==يـقـر بعيـنـي أن سهـيـلٌ بــدا لـيـا
فيا صاحبي رحلـي، دنـا المـوت فانـزلا==بـرابـيـةٍ، إنــــي مـقـيــمٌ لـيـالـيـا
أقيـمـا عـلـي الـيـوم أو بـعــض لـيـلـةٍ==ولا تعجـلانـي، قـــد تـبـيـن مـابـيـا
وقومـا، إذا مـا استـل روحــي، فهيـئـا==لـي السـدر والأكفـان عنـد فنائـيـا
وخـطـا بـأطـراف الأسـنـة مضـجـعـي==وردا عـلـى عيـنـي فـضـل ردائـيـا
ولا تحـسـدانـي، بــــارك الله فـيـكـمـا==من الأرض ذات العرض أن توسعاليا
خـذانــي فـجـرانـي بـبــردي إلـيـكـمـا==فقد كنت قبل اليـوم صعبـاً قياديـا
وقـد كنـت عطافـاً إذا الخـيـل أدبــرت==سريعاً إلى الهيجا إلـى مـن دعانيـا
وقد كنت صباراً على القرن في الوغى==وعن شتمي ابن العم والجار وانيـا
فـطـوراً تـرانـي فــي ظــلالٍ ونـعـمـةٍ==ويـومـاً تـرانـي والـعـتـاق ركـابـيـا
ويومـاً تـرانـي فــي رحــى مستـديـرة==تـخـرق أطــراف الـرمــاح ثيـابـيـا
وقـومـاً عـلـى بـئـر السميـنـة أسمـعـا==بها الغر والبيـض الحسـان الروانيـا
بـأنـكــمــا خـلـفـتـمـانــي بــقــفـــرةٍ==تهيـل علـي الريـح فيهـا السوافـيـا
ولا تنـسـيـا عـهــدي خلـيـلـي بـعـدمـا==تقطـع أوصـالـي وتبـلـى عظامـيـا
ولــن يـعـدم الـوالـون بـثــاً يصيـبـهـم==ولن يعـدم الميـراث منـي المواليـا
يقـولـون: لا تبـعـد، وهـــم يدفنـونـنـي==وأيــن مـكـان البـعـد إلا مكـانـيـا!
غـداة غـدٍ يـا لهـف نفسـي عـلـى غــدٍ==إذا أدلجـوا عنـي وأصبـحـت ثـاويـا
وأصـبـح مـالـي مــن طـريـفٍ وتـالــد==لغيري، وكان المال بالأمس ماليـا
فيـا ليـت شعـري هـل تغيـرت الرحـى==رحى المثل أو أمست بفلج كما هيا
إذا الـحـي حـلـوهـا جمـيـعـاً، وأنـزلــوا==بهـا بـقـراً حــم العـيـون سواجـيـا
وعـيـن وقــد كـــان الـظــلام يجـنـهـا==يسفـن الخزامـى مــرة والأقاحـيـا
وهـل أتـرك العيـس العبالـي بالضحـى==بركبانـهـا تعـلـو المـتـان الديـافـيـا
إذا عـصــب الـركـبـان بـيــن عـنـيـزة==وبـولان عاجـوا المبقيـات النواجيـا
فيا ليـت شعـري، هـل بكـت أم مالـكٍ==كما كنـت لـو عالـوا بنعيـك باكيـا!
إذا مــت فاعـتـادي القـبـور فسلـمـي==على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
علـى جـدث قـد جـرت الـريـح فـوقـه==تـرابـاً كسـحـق المرنبـانـي هـابـيـا
رهـيـنـة أحـجــارٍ وتــــرب تـضـمـنـت==قراراتـهـا مـنـي العـظـام البوالـيـا
فيـا صاحـبـي، إمــا عـرضـت فبلـغـن==بنـي مـازنٍ والـريـب أن لا تلاقـيـا
وعطـل قلوصـي فـي الـركـاب فإنـهـا==ستفـلـق أكـبـاداً وتـبـكـي بـواكـيـا
وأبـصــرت نـــار المـازنـيـات مـوهـنـاً==بعليـاء يثنـى دونهـا الطـرف وانـيـا
بـعـيـدٌ غـريــب الـــدار ثـــاوٍ بـقـفـرةٍ==يـد الدهـر، معروفـاً بــأن لا تدانـيـا
أقلـب طرفـي حـول رحلـي فــلا أرى==به مـن عيـون المؤنسـات مراعيـا
وبالـرمـل مـنـا نـسـوةٌ لــو شهـدنـنـي==بكيـن وفـديـن الطبـيـب المـداويـا
ومـا كـان عهـد الرمـل عنـدي وأهـلـه==ذميمـاً ولا ودعـت بالـرمـل قالـيـا
فمـنـهـن أمـــي وابـنـتـاهـا وخـالـتــي==وباكـيـةٌ أخـــرى تـهـيـج البـواكـيـا


تقديري وأحترامي

خالد الفردي






توقيع خالد محمود الفردي
 
  رد مع اقتباس