[راجي الحاج]

( انْبَطَحَتِ العَرَبُ لأمْرِيكَا ) للأديب علي المطيري

كانت هذه الجملة التي ملأ الأستاذُ بها السبورة ؛ ينظرُ الأستاذ إلى أيدي الطلاب المتزاحمة وكأنها أرماح في ساحة الحرب , وإذا بيدٍ من بين الأيادي تبدو كليلة .
أنت أنت ..!! قم .
يتقدمُ الطالب إلى السبورة بعد أن انتزعَ نفسه من كرسيه وأخذ يسحب قدميه حتى وصل إلى السبورة.
تمعر الأستاذ من طول الانتظار وقال في نفسه : رب كلمةٍ قالت لصاحبها دعني !
هيا أعرب هذه الجملة .
طيب ؛ إنها جملة جميلة , تفتح الشهية للإعراب .
سنرى !
كتب الطالب على السبورة :
انْبَطَحَ : فعلٌ حاضرٌ مكروه , وعلامةُ كرهه فعل العرب المبني على السكوت .
التاء : تعرف منهم وتنكر .
العرب : اسمٌ ممنوعٌ من الفعل , وقيل فعل ماضي نسيتهُ اللغة , وقيل يكتب ولا ينطق .
قال الشاعر عندما تكلم عن جذر ( ع ر ب )
يا فؤادي رحم الله الـ( ع رب ) ... كانَ صرحاً من) صمودٍ ) ( فخرب )
أمريكا : فعل حاضرٌ مبنى جرف هارٍ , وقيلَ مبنيٌ على النصب إذا دخل عليه حرفٌ مغفل , ومبنيٌ على الجر على وجهه إذا دخل عليه فعلٌ طائر , وقد يكونٌ لا محل له في الوجود إذا جاءَ في وسط جملة عاصفة , كقولنا : ( ضُرِبَتْ أمْرِيْكَا بِكَاتْرِينَا( .
التفت الطالب إلى أستاذه بحذر , فإذا بالأستاذ ينظر إليه وقد احمر وجهه من الغضب ؛ ثم قال: ما اسمك ؟
اسمي : ضميرويه
قال الأستاذ وقد تهلل وجهه وكأنه قد عرف السر .
نعم نعم , هكذا إذن !
ثم صرخ بأعلى صوته .
اخرج أيها الغريب فأنت لست من العرب في شيء.