[احمد الفارس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان الشيخ

وجهة نظر


اليوم وقع نظري و أنا في مكتب مراقب الدوام على عدد قديم (شعبان الماضي) من مجلة المعرفة وهي مجلة شهرية تصدر من وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية
وبصراحة تعجبني جدا هذا المجلة فمواضيعها متنوعة و تحمل من الفكر الجديد في كل عدد ما يهم كل من يعمل في حقل التعليم وان كنت أظن أن نصف المعلمين والمعلمات لا يعلمون أبدا أن هناك مجلة اسمها المعرفة!! مع حرصهم المشهود على متابعة مجلة النادي وسيدتي وروتانا

من أهم الموضوعات التي ناقشتها المجلة في ذلك العدد مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم ذلك المشروع الضخم تخطيطا وميزانية فقد رُصد له تسعة مليار ريال ومدة المشروع ستة أعوام منذ أن أُقر في محرم من العام الماضي وقد قرأت في هذا العدد ما يثلج الصدر فهذا المشروع تغيير جذري في كل ما له علاقة بالحركة التربوية والعليمية ابتداءً من المعلم الحاصل على أعلى أنواع التدريب التربوي والتقني و انتهاء بالبيئة التعليمية الأكثر مواكبة للعصر
لكن الخبر السيئ هو انه مرّ على المشروع حتى الآن سنة ونصف...
واستطيع أن أقولها بكل خجل اسمع جعجعة ولا أرى طحنا!!

ومن خلال تصفحي للمجلة شدني حرص مخرج العدد على عرض نماذج من طلاب المدارس داخل صفوفهم عند أي موضوع يتعلق بالعمل التربوي
لكني لاحظت أن كل الصور لطلاب (عيال نعمه البشرة بيضاء تصقل والشعر بين السواد والشقار ويكاد عطر ثيابهم يفوح من غلاف المجلة..!!)
وسالت نفسي
هل فعلا هؤلاء هم طلابنا أم أن هناك خطأ ما ؟ فانا في حياتي التعليمية لم أشاهد طلابا بهذه الأناقة والجمال!!
سألت المخرج...في نفسي طبعاً
هل من العيب أن نعرض ولو صورة واحده لطالب سعودي قمحي البشرة او اسمر او اسود مجعد الشعر لم يحظى بكل تلك الاناقة والبهجة!!
أم أن مشروع الملك عبد الله سيكون من أولوياته تغيير حتى ألوان الطلاب..
وان كان هذا من ضمن المشروع فأنا أُطالب وبشده كوني احد منسوبي التعليم ولي حق التنعم بهذا المشروع
أن يشملنا قرار التغيير لعلي أجد مخرجا من اللون الذي لا أطيق قراءته في أوراقي الرسمية (قمحي) خاصة بعد أن اختفى الدقيق من الأسواق وبدأت اقلق على نفسي فربما يرى بعض المسؤولين تحويلي لدقيق يدعم المخابز التي أصبحت قاعا صفصفا بدل من وجودي العبثي في تعليم لا يعترف إلا ببيض الوجوه وزرق العيون

ــ استــاذي أقسم لك بأني ســـأعـــود .. أرجوك استمر ...

.. فلست أنت القمحي .. لوحدك .. وتخشى أن تكون في مصانع الغلال ...

فأنا .. لوني قد انقلب .. إلى الســواد .. وأخشــى ان يصنع منه البشت المخمل ..

... .. فكما أن هناك ... ( جاعد من فرو الذئب ) أيضا هناك بشت ( من نسمات جبين بشر ) ...


لي عـــودة