[بارق السيف]

تسوقني رياح الحياة العاتيه ..

إلى غير ما إتجاه ..

وتعصف بي من كل جانب ..

وتتقاذفني أمواج بحره الهائج ..

وأنا ممتطي قاربي المتواضع ..

وقاربي ..

لا يحمل مقومات النجاة ..

ولا يقوى على خوض مائه ..

بعد أن كسر شراعه ..

وضاعت مني مجاديفه ..

فتهت في بحر لجي ..

يغشاني موجه ..

من فوق موجه موج ..

من فوقي سحاب ..

كأني أعيش في ظلام ..

أو قل بعبارة أدق ..

ظلمات بعضها فوق بعض ..

إذا أخرجت يدي لم أكد أراها ..

وأنا على تلك الحال ..

لمحت نورا يسطع في الأفق ..

وإذ بي بسفينة ..

لم تر عيني قط سفينة مثلها ..

لا أجمل ولا اكبر منها ..

وأحسب أني لمحت اسمها ..

يلوح للناظر من بعيد مع وميض البرق..

منقوشاً عليها اسم سفينة النجاة ..

ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أجدف بكلتا يدي ..

نحو السفينة ..

وأصرخ بأعلى ما أملك من صوت ..

وأقول في نفسي ..

ِلمَ لمْ أر تلك السفينة من أول العاصفة..

وأنا على قاربي أجدف ..

كانت السفينة تسير نحوي بأسرع مني ..

وهي تلبي ندائي المتقطع المبحوح ..

وصلتْ إليّ السفينة وأركبني أحدهم..

وكان يرتدي ثوباً أنيقا ..

ويعلو وجهه نور واضح ..

نظر إلى من بعد ما أجلسني وهو يبتسم ..

وأنا أرتعد بردا وهلعا مما قد لقيت..

وقال وهو يربت على كتفي .. يا بني :

من لم يجعل الله له نورا فما له من نور