حمد الغيهبان :هو حمد بن هادي بن حمد بن الجابر بن سعيد بن شبيب بن مرة،
في كل قبيلة من قبايل العرب حقها من الشجاعه والكرم ولها فرسان مشهورين يضرب بهم المثل في الفروسيه ولهم فعلهم ذلك الوقت الذي اسأل الله أن لايعود وجزا الله خيراً من ألف بين قلوب هذه القبايل وجعلهم أخوه في الله على كل حال نحن في صدد الشاعر والفارس المشهور /حمد بن جابر المري والملقب((الغيهبان)) ولتسميته بالغيهبان قصه أرجو أن تنال إعجابكم ورضاكم واليكم القصه…..
ومن الأمثله التي عرف بها رحمه الله :-
كان الفارس/حمد بن جابر المري صغير يلعب مع الأطفال وعندما كبر قليلاً كان له جدايل ((شعر طويل)) وظاهر على هيئته الرثه وعدم إهتمامه باالمظهر أنه كما قالو البدو ((فاهي)) ((تيش)) يعني فيه بلاهه ومضى وأسموه بإسم يدل على حاله ((أبا الخيطان ))ومضى زمن وهو على هذه الحال وكان له أخ أصغر منه يجالس الرجال في مجلس شيخ القبيله وعقيدهم فأراد الزواج فذهب لأمه وقال لها ياوالدتي أنا أريد الزواج فقالت الله يوفقك بس روح لأخيك وأستشيره بهذا الزواج فقال لها أستشير واحدٍ ((خبل)) قالت أنت رح له وشوف ويش يقول لك …..وهذا لأن الأم تعرف أن إبنها ليس خبل ولا أهبل لأنه بارٍ بها ويصيد لها الصيد يومياً وهذه الأفعال لايقوم بها المهبل ….المهم ذهب لأخيه وهو راكب فوق نبات يقال له ((العبل)) أو ((الإرطا)) وواضع بين رجليه على شكل فرس قطعت جريد من نخل دائماً معه يسلكها ويحددها ويلعب بها مع الأطفال وقال له ياأبا الخيطان أبي أتزوج ويش رأيك قال تبي تزوج وأخذ يهز العبله التي يلعب فوقها وكأنه على فرس تركض وقال على شكل بيت شعر وهو ينشد به ((حذراك من أم الجرس…حذراك من أم الحرس….وأحذر من عشبة الدار ووخر من طريق الفرس)) راح الولد لأمه وقال ما قلت لش إنه خبل فأخبرها ماذا قال له فقالت الأم لقد نصحك أخيك خير نصيحه ياولدي قال كيف قالت إنه يقصد بكلامه ((حذراك من أم الجرس….يعني المرأه التي دائماً تتزين وتتجمل وتتطيب لغير زوجها وكأنها تريد لفت إنتباه الناس)) وقوله(( حذراك من أم الحرس…..يعني المرأه التي معها أطفال لايعرف من أين أتت بهم )) وقوله(( حذراك من عشبة الدار…..يعني المرأه الجميله التي أبيها ردي وبخيل فأن الأبل لاتأكل العشبه التي على الديار(( الأطلال)) أما قوله((ووخر من طريق الفرس……يعني لا تقابل الفارس وجهاً لوجه وأنت راجل ولكن وخر عن طريقه ثم أتبعه الرمح حتى تتمكن من قتله)) فلم يصدق الولد أمه بأن أخيه صاحي وليس أهبل أو خبل على العموم .
وأخرى له:-
بعدها بفتره بسيطه أراد أمير القبيله الغزو على قبيلةٍ بينهم وبينها عداء يريدون أن يسلبون إبلهم ويرجعون وعندما علمت أم أبا الخيطان بهذه النيه قالت لهم أربطوا أبا الخيطان لا يروح معكم وفعلاً ربطوه وعندما قرب وقت المغرب فكوا رباطه فتظاهر باللعب ثم أخذ العصا التي دائماً معه وتبعهم يركض حتى أدركهم قبيل الفجر فركب مع أخيه على الناقه فقالوا الفرسان ويش جابه معنا راح نبتلش فيه قال أمير القوم وما يدريكم لعل الله أن ينفعنا به ذهب الفرسان وعند الضحى ذبحوا لهم شاتين وشبوا النار وركزوا على طرف النار عود وفيه فؤاد الذبيحه وقالوا الذي سيأكل هذا الفؤاد هو من سيذبح الفارس الفلاني من فرسان القبيله التي غزوها وكان هذا الفارس لا يستطيع أحداً مقابلته فتردد الفرسان وعندها أخذة أبا الخيطان وهرب به فلحقه أخوه يريد أن يمنعه من ذلك فعندما جائه أخوه قال له أبا الخيطان ألحين أكل الفؤاد وإذا وصلنا القوم يسهلها الله هجموا على أبل القوم وأخذوها ثم ساقوها راجعين إلى قبيلتهم عندها لحق بهم الفارس المشهور من القبيله الأخرى ليرجع أبل قومه فقرر الفرسان ترك الأبل لأنهم يعرفون أن خلف هذا الفارس فرسان وسوف يقاتلونهم فعندما قرروا الذهاب وترك الأبل نزل أبا الخيطان وأخذ يسوق الأبل بمفرده ومشياً على الأقدام فعندما أتاه الفارس لم يعطيه إهتمام ظنناً منه أنه راعي ولكن أبا الخيطان ضرب فرس الفارس بالعصا التي كان يجهزها من قديم لمثل هذا فأخترقت الفرس وقتلتها لأن العصا كانت مسلكه ومحدده وتنقع يوميا في الزيت حتى أصبحت مثل الرمح على العموم قال ابا الخيطان للفارس أنصحك أن لاتلحق بي وإن لحقت بي مرةٍ ثانيه فسوف أقتلك ذهب أبا الخيطان بالأبل فلحق فرسان القبيلة فارسهم فوجدوه ليس معه فرس فقال لهم أعطوني فرس فأن مع القوم فارس لن يعرفه إلا أنا فعندما قرب الفارس من الأبل دخل ابا الخيطان بين الأبل حتى لايراه الفارس ثم ضربه بالعصا فقتله وأخذ فرسه وسلاحه ولحق قومه فعندما رأوه قال أمير القوم له هذه العباره ((غهبتنا ياحمد نحسب أنك خبل وأنت صاحي)) أي غريتنا ياحمد …..ثم زوجه الأمير أبنته ومنذ ذلك اليوم وهو فارس قبيلته الذي يبارزون به الأعداء …….والسلام.
والغيهبان هو "حمد بن هادي بن حمد بن علي بن جابر بن سعيد بن شبيب بن مرة"، وأوضح ان سبب تلقيبه بالغبيهان هو انه (( كان في طفولته وشبابه شبه مخبول، وقد بلغ سن الشباب وهو يلعب ويلهو مع الاطفال جاعلاً من جذع شجرة فرساً يركبه ويسحبه خلفه)).
ويورد له في ذلك قصة ان والدته كانت لا تقبل الطعام ان لم يكن حمد معها، فطلبت من أخيه الأكبر " علي" ان يناديه فقال: (( انت تعرفين حمد.. هو الآن نائم، واذا شبع من النوم تبع آثارنا وإذا جاء ذهب يلعب مع الأطفال))، فألحت عليه ان يأتي به، فقال إنه خبل، فقالت له: (( إذهب إليه فإن كان نائماً ورأسه في إتجاه الريح فهو خبل اما اذا كان نائماً عكس اتجاه الريح فهو غير ذلك)).
وبالفعل وجده قد نام ورأسه في الاتجاه المعاكس للريح، فلما سأله عن ذلك قال الغيهبان:
يرقد سمين العين في ضفّ غيره
......وذي سواة من كف الهموم ينام
ومن الأقوال المأثورة عنه :
من هيبته في غيبته خلي الفؤاد على الوضم.
ومنها ايضا ان اخاه الاكبر :علي اراد الزواج وكلم امه بهذا الموضوع فقالت:استشر اخيك الغيهبان .قال :يا يمه خبل.قالت اذهب اليه فان كان نائما وراسه في اتجاه الريح فهو خبل..فذهب له فوجده نائم عكس اتجاه الريح.
فستشاره :وكان الغيهبان راكب على غصن ويهزه ثم قال هذه الحكمه المشهوره:
""احذر من ام الحرس ,واحذر من ام الجرس,واحذر من عشبة الدار,ورغ من طريق الفرس"""اما معنى ما قال:
ام الحرس: هي الزوجه التي عليها اولاد من غيرك.
ام الجرس: هي البلهاء الثرثاره.
عشبة الدار:هي المراءه الجميله التي ابيها ردي.
وان صح هذا الحديث عن شخصية الغيهبان في مراهقته فمن الواضح ان الإنقلاب في شخصية الغيهبان في فتره لاحقه كان جذرياً إذ تحول من الصورة السابقة الى شاعر مجيد ينطق بالحكمة الخالصة وعقيد فرسان يقود المعارك والغارات.
ويرجع محمد المري ان الغيهبان عاش في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي اي ان هناك اكثر من قرنين تفصلنا عنه، ومن الواضح من اشعاره التي يدور معظمها في النمط المهمل القافية الأولى انه من الشعراء القدامى نسبياً، وقد عاصر بدايات ظهور النمط ذي القافيتين وكتب به في قصائد لم يشتهر بها كما ان لغته في شعره ظلت تحتفظ باقتراب واضح من الفصحى مما يذكرنا بشعراء النبط القدماء كالخلاوي والعامري وابن ظاهر الماجدي، ومن قوافيه الغريبة أبيات على قافية الهمزة.
قال الشاعر الفارس : حمد الغيهبان:
لا جـاك من بن عمك / أول زله =أحـذر من الزّلات وأحذر تجهلي
لا جـاك من بن عمك / ثاني زله=عـرضه على العقّال كأنه يعقلي
لا جـاك من بن عمك / ثالث زله=أبعد ضعونك عن ضعونه وارحلي
لا جـاك من بن عمك / رابع زله=فعرضه على حد الحديد المصقلي
الـحوض لامنه كشف عن غطاته=كـلٍ عـلى جال القليب بيد هلي
الان ننتقل الى غزوات فارس يام وشعره وما يميزه من حكم تتناقلها السنتنا الى يومنا الحاضر:
فلما اغار قوم على اهله وهو ليس موجود ولما رجع وعلم باستلاء القوم على حلاله لحقهم وفعل الهوايل
وقال قصيدته
دارٍ عفت من دار ساكن حيهـا=أدى بصدري عبرتي وبكائـي
والتي ضمت الشطر
انا بليت بخبرة لم يخلقو
والذي اصبح مثل دارج
مقولة :من همـّل أمــه فلاني بالوصـي :
ومقولة : اصبري على ما صبرت عليه خيل يام
أقبـل العقيـد الغيهبـان من الرملـة , ومعـة أربعـة بيوت فقط من ربعــه , وهـم اخيـه من أمـه ( سعيد بن شفيع من ال فهيده ) وثلاثـة بيوت من ال جابر ورجـل من العجمـان ( قيل انه من العرجاء وقيل من ال حبيش وقيل انه من الشواولـة وكانـوا قاصديـن الربيع ولمـا وصلوا (المقرن) وهو ملتقى وادي العجريه مع وادي السليـل ..
وجدوا أرضــا خصبـة وفيهــا مرعى طيب , وبما أنها لم تكن فسيحـة قال الغيهبان ...سرحوا حلالكم حادر لين نبور الأرض ( أي نستكشفهــا ) ولكـن سعيد نسي كلام اخيــه فسرح الابل شرقــا , ومالبث حتى أغار عليها قوم كثير وأخذوها فقال سعيد ..(( يالربع أنا طالبكم ماتلحقونها أنا حنج برووسكم ))
فغضب الغيهبان فقال (( الابل اليوم مهي ببلك... الابل اليوم ابل الغيهبان ))
وكانوا ال جابر ال ثلاث أخوه ووالدتهم عجوز مسنـّة , فأخذ كل واحد منهم يشير على الثاني ان يمكث عند والدته ولايذهب معهم في طلب البل ...فطلب الأخوين الكبيرين من أخيهما الصغير المكوث عند والدتهما لأنهم قد لايعودان فقال
(( من يبغى أمه يقعـد عندهــا ...من همّـل أمـّه فلاني بالوصــيّ ))
وسـارت مثالا دارجــا لدى ال مره
فلحقوا الابل وخاضوا المعركــة وخرجوا منها ناجيــن ... بعد أن خلوا خلفهــم (جريره .) الجنائز والعقائر من الخيل ) ..... ثم عادوا واخترقوا صفوف القوم مرة أخرى ... وخرجوا من الجهة الثانيــة وقد أكثروا من القتلى أيضــا والعقائر
وفي المره الثالثــة عقدت خيلهــم عدا فرس العجمـي ...... فهابت فرســه .... أي جفلــت
فعممهـــــا ( ربط عينيهــا بقمــاش )قائلا قولتـــــه ال مشهوره
( اصبري على ماصبرت عليـه خيل يــام )
وبالرغـم من أنهــا عقرت الا ان هؤلاء الفرســان استطاعوا رد ابلهــم ... والحاق هزيمــه بعدوهــم ...ورد الإبــل
وكان حصـان الغيهبان واقفــا فظنوه حيــــــا ... فقال لهم الغيهبان ( روحوا صوبـه ) فلمـا أتوه وجدوه طعن بـ ثمانية رمـاح متخالفة فيــه من طل جهى اربعـة وقد ثبتته على الأرض ...
فأنشــد الغيهبــان قصيدته التي مطلعها :
يالله ياملهم الطلبات ياربي =يارؤوف يـاكاتب الحسنــات ياوالي
كلمة اخيرة ، ورد في القصيدة التالية البائية
قلته وانا من راس غلبا لابه =ماهم بقصـار البتـوع اشوائـي
وهذا البيت ورد ايضا في قصيدة ابو حمزة العامري ، وهذا يجعلنا امام قصيدتين متشابهتين
احدهما للمري والأخرى للعامري السبيعي