[الم الفراق]

في ليلة من الليالي التي أسامر فيها القمر
وأنادم فيها الليل الطويل
شعرت بضيق في صدري
وهماً يشغل كل فكري
أمعنت النظر بكل من حولي
فلم أجد غير الليل المدلهم
والسواد قد عم الارجاء
والسكون في كل مكان
لم يعد من أحد حتى أستطيع أن أتحدث أليه
لايوجد هنا سوى القمر انظر اليه
والنجوم أتحدث اليها
والسماء أهمس لها بصمت
والليل يلفني من كل أتجاه
ويحي ماذا دهاني
ماذا ألم بي
لماذا كل هذا الضيق الذي أشعر به
لماذا كل هذا الشقاء الذي أعيشه
أين أنا في هذا العالم الفسيح
ولماذا أشعر بالضيق برغم أن العالم فسيح
راجعت مذكراتي وقلبت أوراقي
وبحثت بين السطور
ولم أجد مايروي عطشي
ويطفئ اللهيب الذي يعتري قلبي
عندها أصبت بالصمت
وذهبت بفكري الى البعيد
ولكني تهت وتهت
ولم أتوصل الى شي
عندها شعرت بالضيق الشديد
الى من أتجه لا أحد يمسح دمعتي
لا أحد يواسيني في محنتي
لايوجد من أبادله مايؤرقني
ويسبب لي الضيق الشديد
لماذا أحمل هذا الهم في صدري
برغم أني في ربيع عمري
واذا بالدنيا تتقاذفني بين الهم والحزن
أبتسم لها ولكنها تبادلني بالعبوس
أضحك لها ولكنها تسبب لي الضيق
أحاول أن أعيش فيها ولكنها تأبي وتتمنع
لذلك لم يبقى لي سوى العيش فيها وأنا أتالم
هل من يمسح الدمع عني
هل من يشعر بألمي
هل يوجد في هذا الكون من يتقبل همي وألمي
سوف أكون هكذا أبحث عن ذاتي
أبحث عن من يعاني مثلي في هذا الليل الطويل
لكن أعرف أن بحثي سيطول
برغم أني اعرف أنه يوجد في هذا الدنيا
من يعاني ويعاني مثلي واكبر من معاناتي
لكن لن أثق في أحد
سوى
قلمي
وأوراقي
ومحبرتي
فبها سوف أنثر مابي من وجع
وأسطر ماأعانيه في هذا الحياة
سوف أصمت وأعيش بقية عمري
بين مذكراتي وأوراقي
برغم صغر سني
ألا أن الايام قد تركت فيني جرح غوير
ولكن سأصمت وأبعثر وجعي في أوراقي
لن أبادل أحد ما أشعر به سوى قلمي
وهكذا
أنتهت ليلتي وأنا أسامر القمر
وأتحدث الى الليل
وأراجع الذكريات .

من خواطري