قصيدة الأطلال
للدكتور إبراهيم ناجي
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى
لست انساك وقد ناديتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيد
من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك الا شجا
أنظري ضحكي وارقصي فرحا
وأنا احمل قلبا ذبحا
ويراني الناس روحا طائرا
والجوى يطحنني طحن الرحى
اين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكا
ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور و تعبير السماء
اين مني مجلس أنت به
فتنة تمت سناء وسنى
وانا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبار آدمي مسنا
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق يغني ألمي
لك ابطاء المذل المنعم
وتجني القادر الحتكم
وحنيني لك يكوي اضلعي
والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم
أعطني حريتي أطلق يديا
انني أعطيت ما استبقيت شيئا
آه من قيدك ادمى معصمي
لم أبقيه وما أبقى عليا
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
والام الاسر والدنيا لديا
ياحبيبي كل شيء بقضاء
ما بايدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يوم بعدما عز اللقاء
فاذا انكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل الى غايته
لا تقل شئنا فان الله شاء
الدكتور : إبراهيم ناجي