السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الفطاحلة
أكتب إليكم اليوم وأنا مدين لكم باعتذار لغيابي الفترة الماضية، ولكن يعلم الله أن ذلك لم يكن بيدي.. وأعرب عن سعادتي البالغة أن أحياني الله لألقاكم الآن على صفحات منتدانا الغالي.. وأرجو أن يديم سبحانه وتعالى علينا نعمة التواصل والمودة.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وبعد..
فها هي مصر عادت لأبنائها..
وها هي نفضت عنها غبار الفساد وقذارة الفاسدين..
وها هو شعبنا يتأسى بأهله وإخوته في تونس ويردد وراءهم ومعهم ثورة ثورة حتى النصر.. ويكافئ الله هذا الشعب الصابر بنصر مؤزر أعقب الثورة الأروع في التاريخ الإنساني..
مصر بفضل الله وبسبب من تضحية أولادها ودعوات ودعم إخوتهم في كل ربوع العالم الإسلامي رجعت إلى حضن أمتها العربية والإسلامية فعودا حميدا،،
ورغم أن كتابتي الفنية عن الحدث لم ترق إليه، فإن عزائي أنني كنت واحداً من المشاركين في ثورتنا المباركة منذ يومها الأول، حيث عدت من خارج الوطن قبلها بعدة أشهر، فكتب الله لي أن أضع اسمي وجسمي وقولي وعملي مع أسماء الشرفاء من أبناء مصر المرابطين إلى يوم القيامة..
إلى أرواح شهداء ثورتنا المباركة
إلى أبنائنا وإخوتنا
إلى شاعرنا العظيم نزار قباني:
نم قريرا يا نزار فكما قلت أنت: "التلاميذ وحدهم علمونا"
أهدي هذا العمل المتواضع
"أوراقها تتفتح في الروح"
صرخةً .. صرخةً..
نَشُقُّ السُّكونا
ضربةً.. ضربةً..
نهدُّ السُّجُونا
دمعةً.. دمعةً..
نكفكف.. نهمي
يغسل الدمعُ روحنا والعُيونا
آهةً..
بعدها المشاهد تُمسي
غضبًا..
حوله التقى الغاضبونا
غضبًا يقطع الدروب أليفًا..
ومُخيفًا..
وضاحكًا..
وحزينا
ومُحبًا..
وطيبًا وحنونا
وعنيفًا..
وصاخبًا مجنونا
ومكرًّا..
يلقى الرصاصات حينًا
ومفرًّا..
يروغ منهن حينا
غضبٌ..
عشرةٌ..
مئاتٌ..
ألوفٌ
لا تسل كيف أكملوا مليونا
إنها عبقرية الفرد..
والأرض..
التي عن إبداعها يحكونا
****
:"من تُرى هُم؟"
يوشوش الشَّيخَ شيخٌ
: " ما الذي يجري؟"..
كلهم يهمسونا
الذي يجري..
أن "مصر الحواديتِ"..
أتتهم من حيث لا يشعرونا
العيال الذين عاش طُغاةُ العصر..
في روح روحهم يُخربونا
العيال الصغارُ..
زرع الحواسيب..
المريقون حزنهم تدوينا
أفرغوا شحنةَ الأمانيِّ..
في الأسلاك..
في العالم الذي يفهمونا
قرأوا من خلاله كل شيءٍ
حفظوهُ..
هوامشًا ومتونا
أبصروا مصرنا التي لا نراها
عشقوها في كل يومٍ سنينا
أسرعوا الخطو نحوها..
سبقونا
جذبونا لنارهم..
أحرقونا
ثم أهووا من الأزقة..
كالنمل بحيطان حسنها ينقشونا
رسموا وردة.. وضحكة بنتٍ
صنعوا ثورةً.. ونصراً مبينا
العيال الصغار..
صاروا رجالاً
فوق أشلاء جبننا يرقصونا
****
يا رجال الميدان..
يا رائعونا
يا جمالاً في قبحنا مكنونا
يا زهوراً تفجَّرت في المواعيد ..
عطوراً من موتنا تحيينا
ما الذي تصنع الفنون..
ولم تترك رؤاكم للمبدعين فنونا؟!
أنتم الشعر..
أنتم النثر..
أنتم لوحة الخلد حيث تجتمعونا
أنتم الموسيقى التي أسكرتنا
فامتلأنا سعادةً وشجونا
أيها الثائرون في برِّ مصرٍ
أنتم الناس أيها الثائرونا
أنتم الأقلام الجديدة..
والممحاة..
من إرث يأسنا طهرونا
امسحوا من سطورنا حبرَ أمسٍ..
وبحبر الدم الشريف اكتبونا