الملك يوجه بمنح لبنان 500 مليون دولار ومليار كوديعة في المصرف اللبناني.. ومنحة بـ 250 مليون دولار للشعب الفلسطيني
السعودية: لا خيار بعد السلام.. إلا الحرب
- - 29/06/1427هـ
"الاقتصادية" من الرياض :
وجهت الحكومة السعودية اليوم تحذيرا لافتا ونوعيا للغطرسة الإسرائيلية بعد نحو أسبوعين من حرب الدولة العبرية على لبنان، في وقت قدمت منحة مقدارها 500 مليون دولار للشعب اللبناني إلى جانب وديعة بمليار دولار في المصرف اللبناني المركزي دعما للاقتصاد اللبناني، وخصصت منحة بـ250 مليون دولار للشعب الفلسطيني.
وذهب البيان الذي صدر عن الديوان الملكي إلى حد التأكيد على أنه "إذا سقط خيار السلام نتيجة للغطرسة الإسرائيلية فلن يبقى سوى خيار الحرب"، ماضيا إلى التشديد على أن " الصبر لايمكن أن يدوم للأبد".
وأكد البيان أن المملكة العربية السعودية بدورها الذي يفرضه عليها واجبها الديني والقومي بشأن الأوضاع في المنطقة وتداعيات الأحداث في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة فحذرت وأنذرت ونصحت ولم تأبه بمزايدات المزايدين ولم تكتف بذلك بل سعت منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان وتحركت على أكثر من صعيد وبأكثر من وسيلة لحث المجتمع الدولي على إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار .
ولفت إلى أن السعودية أوفدت سمو وزير الخارجية وسمو الأمين العام لمجلس الأمن الوطني لمقابلة فخامة الرئيس الأمريكي في واشنطن وإبلاغه وجهة نظرها حول النتائج الخطيرة التي تترتب على استمرار العدوان والتي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بعواقبها إذا خرجت الأمور عن السيطرة كما كلفت المندوبين الشخصيين بزيارة عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لإبلاغ الرسالة نفسها .
وأضاف: لقد أعلن العرب السلام خيارا استراتيجيا للأمة العربية وتقدموا بمشروع واضح منصف يتضمن إعادة الأراضي العربية المحتلة مقابل السلام ورفضوا الاستجابة للاستفزاز وتجاهلوا الدعوات المتطرفة التي تحارب السلام إلا أنه ينبغي القول أن الصبر لايمكن أن يدوم للأبد وأنه إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير فإن أحدا لايمكنه أن يتوقع ما قد يحدث وعندما يقع المحظور لايجدي الندم "لذا تتوجه المملكة إلى المجتمع الدولي كله ممثلا في الأمم المتحدة وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة بمناشدة وتحذير ".
ومضى قائلا: تناشد المملكة العربية السعودية الجميع أن يتحركوا وفقا لما يمليه عليهم الضمير الحي والشرايع الأخلاقية والإنسانية والدولية وتحذر الجميع من أنه "إذا سقط خيار السلام نتيجة للغطرسة الإسرائيلية فلن يبقى سوى خيار الحرب... وعندها لايعلم إلا الله جلت قدرته ما ستشهده المنطقة من حروب ونزاعات لن يسلم من شرها أحد حتى الذين تدفعهم قوتهم العسكرية الآن إلى اللعب بالنار".
وشدد البيان على أن المملكة العربية السعودية وإلى جانب تحركها السياسي تشعر أن المأساة الإنسانية في لبنان وفلسطين تتطلب دعما سخيا من كل عربي وكل مسلم وكل إنسان شريف .
وفي السياق ذاته، وجه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الدعوة لحملة تبرعات شعبية تبدأ يوم غد الأربعاء داعيا كل مواطن ومواطنة لما عرف عن الشعب السعودي الأبي من سخاء ووفاء وحمية لأمتيه العربية والإسلامية .
وأكد بيان رسمي أنه بعد ذلك تجيء مهمة إعمار لبنان وفلسطين في أعقاب الدمار الكبير الذي خلفه الاعتداء الإسرائيلي .. "ويسر المملكة أن تكون أول المساهمين في هذا المجهود".
على صعيد متصل، وجه خادم الحرمين الشريفين بتخصيص منحة مقدارها خمسمائة مليون دولار للشعب اللبناني لتكون نواة صندوق عربي دولي لإعمار لبنان . كما وجه – حفظه الله – بإيداع وديعة بألف مليون دولار في المصرف اللبناني المركزي دعما للاقتصاد اللبناني كما وجه – حفظه الله – بتخصيص منحة مقدارها مائتين وخمسين مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين .
ودعت المملكة العربية السعودية – حكومة وشعبا – جميع الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم للتصدي لدورهم ومسؤولياتهم تجاه ما يحدث لكي يتمكن المجتمع الدولي سويا من تقديم عون فعال ملموس ينفع الأشقاء أكثر مما تنفعهم عبارات الشجب والاستنكار .
وخلص البيان إلى سؤال المولى جلت قدرته الثبات في الموقف والصبر عند الشدة والفرج عند الأزمة مستعينين به وحده ومتوكلين عليه جل جلاله .