أنــ في العشرين ــا

[زيد خالد علي]

الليلُ مُخيفٌ يا أمي = إقتربي واجْلي لي همّي
أنْسيني الحزنََ ولا تنْسيْ = إغتالي في جسدي سأمي
ما أحوجني الآن لحضنٍ = يستحوذُ شيئاً من غمّي
أحْتَلُّ بعيني ليلتَهُ = أسترجعُ لحظاتِ الحلْمِ
لا تُفتح أبداً نافذتي = حجبتْها أستارُ الوهمِ
ضيعتُ العمرَ على ورقٍ = أستغرقُ بحثاً عن إسمي
وهويةُ ميلادي ضاعتْ = وفقدتُ الدربَ بلا علمي
وفقدتُ زجاجةَ مَنْظرتي = حطّمها كابوسُ الظلمِ
أشباحٌ تسكنُ زاويتي = تتربّصُ تسلُبني نومي
وجدارُ الصبرِ يهددُني = في صدري المُتْعَبِ بالهدمِ
أرهقني اليأس من الدنيا = وحبالُ الموتِ هوتْ صَرمي
فشربتُ السمَّ لكي أنجو = أماه ولمْ يقتُلْني سُمّي
ترصدني الأهوالُ بدربي = أهوالي أكبرُ من حجمي
ما ذنبي أُذْبحُ في وطني = أماه وما أرخصه دمّي...؟؟
وجراحي تنزفُ عاريةً = آلاماً تمطرُ كالغيمِ
وابْنُ أبي صارَ يهودياً = قبّلََ ذُلاً كفَّ الجُرمِ
صار إذا أعدائي قدِموا = في صدري أوّلَ مَن يرمي
يعتصرُ الخَمرةَ من عيني = للعلجِ ويُطعمهُ لحمي
والقوم نيامٌ قد ضَعُفوا = ما أجبنهم صاروا قومي
هجروا القرآنَ وما عادوا = رفعوا راياتٍ للسلمِ
وقتالََ الكفر تناسَوهُ = للأعداءِ أباحوا شتمي
فعلى من بعدَ تخاذُلِنا = نُلْقي اليومَ بكفِّ اللومِ..؟؟
مَن مِنّا ذُكِّرَ بالتقوى = ( أخذتْهُ العِزَّةُ بالإثمِ )
ماذا أفعلُ ماذا ماذا = والكلُّ تَداعى بالفَهمِ
والجهلُ يُخيّمُ في قومي = والهِمَّةُ حُدّتْ بالرجمِ
أناْ لا أقدرُ وحدي أبداً = أنْ أبقى وتراً للنَغْمِ
فلمَنْ يتورَّدُ بستاني = وأنا أتمرًَّغُ بالشُّؤمِ..؟؟
ولمن أبقى ليلةَ عشقٍ = قد سرقوا من عندي نجمي
سقمي هو مرساةُ حياتي = وحياتي مرساةُ السقمِ
قد أصبحَ عمري عشريناً = والخوفُ يُكَدِّرُ لي يومي
أماهُ أعيدي لي مهداً = يُنْقِذُني من هذا اليُتْمِ
ما زلتُ صغيراً وصغيراً = لمْ أبلغْ في عمري حلْمي
والخوفُ يعتِّمُ ما حولي = ويُكَسَّرُ في لغتي ضَمِّي
أماهُ اقْتربي بهدوءٍ = لم يبقِ الخوفُ سوى رسمي
ذَبُلتْ فوقَ رمادِ الذّكرى = أزهاري تحلمُ بالشمِّ
فاقْتربي ,أحْيي لي صُبْحي = فالليلُ مُخيفٌ يا أمي