المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ الشّعْبُ يُرِيدْ ~


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24

خميس المكدمي
15-06-2011, 10:57 AM
شَعْبٌ يُرِِيدُ فَأَمْعِنِ التَّفْكِيرَا = كُنْ فِي أُمُورِكَ حَاذِقَاً وَبَصِيرَا
إِنَّ الحَيَاةَ مَتَى رَحَلْتَ جَمِيلَةٌ = وََأَرَى الحَيَاةَ مَتَى بَقِيتَ سَعِيرَا
وَالْعَيْشُ قُرْبَكَ حَسْرَةً وَنَدَامَةً = وَالعَيْشُ دُونَكَ جَنَّةً وَحَرِيرَا
والَجَدبُ فِي أرضٍ حَلَلْتَ بِهَا وَإِنْ = فارَقْتَها عَادَ المَكَانُ نَضِيرِا
وَالحَيفُ فِي إِبْقَاءِ مِثْلِكَ كَيْفَ لا = وَأَنَا أَرَاكَ عَلَى العُيُونِ صَغِيرَا
وَالأُنْسُ إِنْ وَارَيْتَ شَخْصَكَ وَالعَنَا = مَا كُنْتَ فِينَا أَوْ أَقَمْتَ كَثِيرَا
تَكْفِي السِّنِينُ الحَالِكَاتُ وَبؤسُهَا = فَانْهِِ الحِكَايَةَ تُحْسِنِ التَّدْبِيرَا
كُنَّا نُؤَمِّل أَنْ نَعِيشَ بِعِزَّةٍ = لَكِنَّ ظَنِّيَ أَخْطَأ التَّقْدِيرَا
فَتَكَدَّرَت آَمَالُ قَلْبِيَ حِينَمَا = أَضْحَى الفُؤَادُ مِنَ الرَّجَاءِ فَقِيرَا
أَعْوَامُ ذُلٍّ لَمْ تُعَقِّبْ خَلْفَهَا= غَيْرَ الشَّقَاءِ عَلَى الأَنَامِ أَخِيرَا
فَقْرٌ وَظُلْمٌ وَاسْتِطَالَةُ غَاشِمٍ = حَتَّى غَدَا بِفُجُورِهِ مَشْهُورَا
يَجْرِي مَعَ الشَّهَوَاتِ سَعَيَا هَمُّهُ = إِرْواؤُهَا بَيْنَ البَرِيَّةِ زِيرَا
يَهْتَمُّ بِالأَمْرِ الحَقيرِ كَذَاكَ مَنْ = قدَ ضَلَّ سَعْيَاً زِدْته تحقيراْ
شَعْبِي يُرِيدَ بِأَنْ يَعِيشَ مُكَرَّمَا = هَيْهَاتَ يَقْبَلُ أَنْ يَكُونَ حَقِيرَا
شَعْبِي يُرِيدُ بِأَنْ يَكُونَ مُحَرَّرَاً = لا أَنْ يَكُونَ مُقَيَّدَا مَأْسُورَا
شَعْبِي يُرِيدُ بَأَنْ يَقُولَ كَلامَهُ = لا أَنْ يَكُونَ مُكَتَّمَاً مَقْهُورَا
شَعْبِي يُرِيدُ بِأَنْ يُقَرِّرَ أَمْرَهُ = لا مُسْتَرَقَّاً خَانِعَاً مَجْرُورَا
يَهْوَى الحَيَاةَ عَلَى صُرُوحِ مَوَدَّةٍ = بِالْحُبِّ يَنْهَلُ كَوْثَرا وَنَمِيرَا
يَستَنشِق الأَنْسَامِ عَاطِرَةَ الشَّذَى = وَيَشُمُّ مِنْ عِطْرِ الزُّهُورِ عَبِيرَا
وَيَسِيغُ طَعْمَ المَاءِ غَيْرُ مُكَدَّرٍ = بِزلالِهِ مُتَسَلْسِلاً كَافُورَا
شَعْبِي يُرِيدُ بَأَنْ يُسَائِلَ مُجْرِمَاً = سَرَقَ البِلادَ وَأَمْعَنَ التَّبْذِيرَا
لَمَّا رَأَى خَيَرَاتَهَا رَكِبَ الهَوَى = وَبَنَى بِذَلِكَ قُبَّةً وَقُصُورَا
وَمَضى يُقَدِّمُ إِذْ يُؤَخِّرَ غَيْرَهُ = ظُلْمَا وََيَتَّخِذُ الطُّغَاةَ ظَهيرَا
وَيُذِلُّ خَلْقَ الله دُونَ تَذَكُّرٍ = حَيفَاً يُكَدِّرُ عَيْشَهُمْ تَكْدِيرَا
وَيَجُورُ يَمْلأُ كِيسَهُ مُتَمَوِّلا = فَرِحَاً بِذَلِكَ ضَاحِكَاً مَسْرُورَا
إِنْ نَامَ فِي أَمْنٍ وَشَعْبِيَ خَائِفٌ = إِنْ نَامَ هَبَّ مُرَوَّعَاً مَذْعُورَا
وَالبَطْنُ أَتْخَمَه وَشَعْبِيَ جَائِعٌ = يَا لَلْوَقَاحَةِ مَا أَرَقَّ شُعُورَا
طَالَ الرَّجَاءُ وَطَالَ نَوْمُكِ أُمَّتِي = وَالَّليْلُ أَسْدَلَ فِي الفَضاءِ سُتُورَا
وَالْوَغْدُ يَسْرُحُ والعِبادُ تألَّمَتْ = مِنْ بَطْشِهِ وَتُنَاشِدُ التَّغْيِيرَا
فَارْحَلْ عَسَى الآمَالُ يَبْسُمُ ثَغْرُهَا = وَالبَحْرُ يَنْضَحُ لُؤلُؤءا مَنْثُورَا
وَالشَّعْبُ يَسْعَدُ بَعْدَ طُولِ عَنَائِهِ = وَيَخُطُّ بَعْدَكَ فِي الحَيَاةِ سُطُورَا
وَالأَرْضُ تُلْبَسُ حُلَّةً فَتَّانَةً = وَالحَقْلُ يُصْبِحُ بِالرَّحِيلِ نَضِيرَا

13رجب 1432هـ