المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يراد بلبنان


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

النمرة
14-01-2007, 02:28 PM
محمد أحمد الحساني
&atilde;&Iacute;&atilde;&Iuml; &Atilde;&Iacute;&atilde;&Iuml; &Ccedil;&aacute;&Iacute;&Oacute;&Ccedil;&auml;&iacute; <http://www.okaz.com.sa/okaz/index.cfm?method=home.authors&AuthorsID=16>
بدأت الأزمة الحالية في لبنان عندما تم فرض تمديد قسري لفترة رئاسة إميل لحود لمدة ثلاث سنوات رغم أن الدستور اللبناني للرئاسة يمنح رئيس الجمهورية فترة رئاسية مدتها ست سنوات غير قابلة للتمديد. ولكن قوى إقليمية نافذة أصـرّت على التمديد وطرح الدستور جانباً، فبدأت الأزمة وكان لها توابع مثل توابع الزلزال المدمر!
وأذكر أن الرئيس الأسبق للبنان أمين الجميل قد عرضت عليه قوى إقليمية أخرى، في نهاية فترة رئاسته في الثمانينات الميلادية، التمديد لنفسه بدعم منها مستغلاً وضع البلاد بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، ولكن الجميل رفض دخول تلك اللعبة الإقليمية وأعلن حينها احترامه للدستور، وقرر مغادرة المنصب رغم إغراء تلك القوى الإقليمية له ووعدها بفرض فترة رئاسة ثانية لمصلحته، ولما استيأسوا من الجميل بحثوا عن البديل الذي يمكن أن يمرر لهم مآربهم فوجدوا في الجنرال عون الرجل المناسب الذي كان يطمح إلى رئاسة الجمهورية، فدعموه ضد خصومهم الإقليمية، وضد خصومه داخل لبنان حتى أصبح على نحو قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة، ولكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن، عندما دخل صدام الكويت وتغيرت قواعد اللعبة إقليمياً ودولياً فوجد عون نفسه مطارداً ومنفياً في فرنسا لمدة خمسة عشر عاماً ليعود إلى وطنه مؤخراً حاملاً الطموحات نفسها مُحالفاً أعداءه الإقليميين وخصومه في لبنان لأنه يعتقد أن نجاح هذا التحالف طريقه نحو كرسي الرئاسة!
أما التمديد لإميل لحود، فقد تبعه اغتيال غامض لرئيس الوزراء الحريري وتداعي الأمم المتحدة وقوى عظمى عديدة في العالم للمطالبة بدم الحريري الذي بات لديها أغلى من دماء جميع الزعماء اللبنانيين الذين اغتيلوا من قبل في ظروف غامضة، ولكن دماؤهم لم تكن تعني لدى القوى العظمى شيئاً فلم تستخدم ضد أحد لعدم الحاجة إليها من قبل! وكان من توابع الزلزال تصرفات غير مسؤولة قامت بها قوى لبنانية محلية خارجة عن سلطة الدولة والنظام أعطت مبررات أخرى للقوى العظمى لمد يديها ورجليها في تخوم لبنان معلنة أنها لن تغادره حتى تكشف وتعاقب الذين قتلوا الحريري وتعيد السلطة للدولة وتنزع أي سلاح خارج النطاق الرسمي.
وهكذا دخل لبنان في الدوامة الدولية بعد أن استغل خصومه خطأ التمديد لرئيس الجمهورية وأمسكوا بهذا الخطأ ليكون طرف خيط لجر لبنان وأهله إلى أتون صراع لا يعلم إلا الله حدوده!، وليدفع شعبه الطيب ثمن أخطاء بعض ساسته والساسة الإقليميين الذين قد لا يستطيع بعضهم رؤية شراك نَعْليه بوضوح مما يجعلهم ضحية عمى البصيرة وقصر النظر وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. أعان الله لبنان وأهله على ما تخبئه النوايا والأيام!!