المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القضاء والقدر!!!


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18

الخنساء
07-10-2006, 11:17 PM
تعريف القضاء والقدر

قبل الشروع فيما يتعلق بالقضاء والقدر..
علينا أولاً معرفة ماهو القضاء وماهو القدر ومالعلاقة بينهما
لنتمكن من معرفة مابعده ومايترتب عليه


والقضاء والقدر هما كالتالي:

القدر لغة:مبلغ الشئ ونهايته.. فالقدْر مبلغ كل شئ.. يقال قدره كذا أي مبلغة
وكذلك القدَر
والقدَر محركة القضاء والحكم وهو مايقدره الله عزوجل من القضاء ويحكم به من الأمور.
والتقدير: التروية والتفكير في تسوية أمر والقدَر كالقدْر وجمعهم أقدار

أما القدر في الإصطلاح فـ له ثلاث تعاريف تتفق في المعنى وتختلف في الصياغة وهى:
- تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
- أو ماسبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق ومايكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى وعلى صفات مخصوصة فهى تقع على حسب ماقدرها.
- أو هو علم الله جل وعلا وكتابته للأشياء ومشيئته وخلقه لها.

والقضاء في الاصطلاح هو: الحكم, والصنع, والحتم, والبيان
وأصله القطع, والفصل, وقضاء الشئ وإحكامه وإمضاؤه, والفراغ منه, فيكون بمعنى الخلق.

العلاقة بين القضاء والقدر

وفيها ثلاث أقوال هي:


1- قيل: المراد بالقدر: التقدير, وبالقضاء: الخلق
كقوله تعالى " فقضاهن سبع سماوات " قضاهن هنا بمعنى خلقهن.

فالقضاء والقدر أمران متلازمان لاينفك أحدهما عن الآخر,
لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر, والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء
فمن أراد الفصل بينهما فكأنه أراد هدم البناء ونقضه.


2- وقيل العكس: القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله عز وجل به في الأزل,
والقدر هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
قال العلماء: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل, والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله.


3- وقيل: إذا اجتمعا (القضاء والقدر) افترقا بحيث يصبح لكل واحدٍ منها مدلول بحسب مامر في القولين السابقين,
وإذا افترقا اجتمعا بحيث إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر.


وهكذا نكون انتهينا من تعرف القضاء والقدر والعلاقة

سنتعرف معاً على ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر
التي يثمر عنها ثمرات جليلة.. وأخلاقاً جملية.. وعبوديات متنوعة يعود أثرها على الفرد والجماعة في الدنيا والآخرة
ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر مايلي:

1- أداء عبادة الله عز وجل: فالإيمان بالقدر مما تعبدنا الله به وكمال المخلوق في تحقيقه العبودية لربه.. وكلما زداد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله - والكمال الخالص لايكون إلا لوجهه جل في علاه – وعلت درجته.. وكان كل مايجري عليه مما يكرهه خيراً له,وحصل له من جراء ذلك الإيمان عبوديات كثيرة
فبرأيي الشخصي ( كل عبادة لله أياً كانت بالصلاة الصوم الزكاة او حتى بر الوالدين او عدم الغش أو........ ألخ تجر بعضها بعضاَ
فمثلاً الصائم لايجرح صيامه بالمعاصي وحتى وإن أفطر نجده بلجأ لعبوديات أخرى وحال لسانه يقول لست أبني عبادات لأهدمها بمعصية واحدة )

2- الخلاص من الشرك: زعم المجوس أن النور خالق الخير, والظلمة خالقة الشر!!
وقالت الفرقة القدرية: أن الله لم يخلق أفعال العباد بل العباد يخلقون أفعالهم – وذلك غير صحيح فهم بذلك جعلوا مع الله خالق آخر, والصحيح أن الله خالق العباد وأفعال العباد –

وهذا الضلال شرك.. والإيمان بالقدر على الوجه الصحيح توحيد لله عز وجل
ثم إن المؤمن بالقدر يعلم أن جميع الكائنات واقعة تحت قهر الله.. ومحكومة بقدره.. وليس لها من الأمر شئ.. فلاتملك لنفسها فضلاً عن غيرها ولاتجلب لنفسها نفعاً ولاتدفع عنها ضراً فجمبع الأمور بيد الله سبحانه وتعالى فهو المعطي لمن شاء.. المانع لمن شاء.. لاراد لقضائه.. ولامعقب لحكمه وهذا مايحمل العبد على إفراد الله جل وعلا بالعبادة دون سواه, فلا يتقرب لغير الله
كأن يتمسح بأتربة القبور وعتبات الصالحين.

3- حصول الهداية وزيادة الإيمان: فالمؤمن بالقدر على الوجة الصحيح يتحقق توحيده ويزيد إيمانه ويسير على هدى من ربه, ذلك أن الإيمان بالقدر من الاهتداء والله عز وجل يقول:
" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم "
وقوله: " ماأصاب من مصيبةٍ إلا بإذن الله ومن بالله يهدِ قلبه "
قال علقمة رحمه الله في هذه الآيه: ( هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من قِبل الله تعالى فيسلَّ ويرضى ).

4- الإخلاص: فالإيمان بالقدر يحمل صاحبه على الإخلاص فيكون الباعث له في جميع أعماله امتثال أمر الله, ذلك لأن المؤمن بالقدر يعلم أن الأمر أمر الله, وأن الملك ملكه, وأن ما شاءه الله كان, وما لم يشأه لم يكن, لا راد لفضله, ولامعقب لحكمه, فيقوده ذلك إلى إخلاص العمل لله وتصفيته من كل شائبة تشوبه, لأن الحامل على عدم الإخلاص أو قلته مراءاة الناس أو طلب التزين في قلوبهم أو طلب مدحهم والهرب من ذمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم أو محبتهم أو نحو ذلك من الشوائب والعلل التي يجمعها إرادة ماسوى الله في العمل.
فإذا أيقن العبد أن هذه الأمور لاتنال إلا بتقدير الله عز وجل وأن الناس ليس لهم من الأمر شئ في أنفسهم ولا في غيرهم لم يعد يبالي بالناس ولم يسعَ إلى إرضائهم بسخط الله, فينقاد إلى إيثار الحق على الخلق وإلى الإخلاص والتفريد بعيداً عن كل رياء وتنديد.
ومن هنا ينال فضيلة الإخلاص وأكرم بها من فضيلة, فالإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقي للفلاح, وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير.. وهو الذي يجعل في عزم الرجل متانه ويربط على قلبه فيمضي حتى يبلغ النهاية.
ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر






بعد أن تحدثنا عن:



أداء عبادة الله عز وجل
الخلاص من الشرك



حصول الهداية وزيادة الإيمان

الإخلاص







سنأتي الآن على ذكر كلاً من:


- التوكل


- الخوف من الله
- قوة الرجاء وإحسان الظن بالله
- الصبر وقوة الاحتمال





5-التوكل: فالتوكل على الله هو لب العبادة ولايصح التوكل ولايستقيم إلا لمن آمن بالقدر على الوجه الصحيح.


قال ابن تيمية رحمه الله: ( ولذلك لايصح التوكل ولايتصور من فيلسوف ولامن القدرية النفاة القائلين بأنه يكون في ملكه ما لايشاء ولايستقيم أيضاً من الجهمية النفاة بصفات الرب جل جلاله ولا يستقيم التوكل إلا من أهل الثبات )

والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل واستمداد المعونة منه والاعتماد عليه وحده فذلك سر التوكل وحقيقته.
والشريعة أنرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج ( التوكل ) والتفويض.
والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطلها لم يصح توكله.
فإذا توكل العبد على ربه وسلم له وفوض أمره إليه.. أمده الله بالقوة, والعزيمة, والصبر, وصرف عنه الآفات التي هى عرضة اختيار العبد لنفسه, وأراه من حسن عواقب اختياره له مالم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.
وهذا يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات.. ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة.. وينزل في أخرى.
6- الخوف من الله: المؤمن بالقدر تجده دائماً يخاف من الله عز وجل, وعلى حذر من سوء الخاتمة, إذ لايدري مايُفعل به, ولا يأمن مكر الله.
ومن هنا يستقل عمله, ولايغتر به مهماً كان, فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن.. يقلبها حيث يشاء, والخواتيم علمها عند الله جل في علاه.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:



( فـ والله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى مايكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين.. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها.
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى مايكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين.. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليعمل عمل أهل النار وأنه من أهل الجنّة.. ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار, وإنما الأعمال بالخواتيم ).


اللهم أحسن خواتيم أعمالنا..آمين
7- قوة الرجاء وإحسان الظن بالله: فالمؤمن بالقضاء والقدر حسن الظن بالله, قوي الرجاء به سبحانه وتعالى, لعلمه بأن الله لايقضي قضاءً إلا وفيه تمام العدل والرحمه والحكمة, ( سبحانه ).
فلا يَتهِم ربه فيما يجريه عليه من أقضيته وأقداره, وذلك يوجب له استواء الحالات عنده, ورِضاه بما يختاره له سيده, كما يوجب له انتظار الفرج وترقبه, وذلك يخفف حمل المشقة لاسيما مع قوة الرجاء أو القطع بالفرج.. فإنه يجد في حشو البلاء من رَوْح الفرج ونسيمه وراحته ماهو من خفي الألطاف.. وماهو فرج مُعجل.
8- الصبر وقوة الاحتمال: الإيمان بالقدر يثمر لصاحبة عبودية الصبر على الأقدار المؤلمة, والصبر من جميل الخلال, ومحمود الخصال, له فوائدة الجمة, وعوائده الكريمة, وله عواقبه الجميلة, آثاره الحميدة.
وكل فرد من الناس لابد له من الصبر على بعض مايكره.. إما اختيارا وإما اضطراراً, فالكريم يصبر اختياراً.. لعلمه بحسن عاقبة الصبر.. وأنه يحمد عليه ويذم الجزع.. وإنه إن لم يصبر لم يرد عليه الجزع فائتاً.. ولم ينتزع منه مكروهاً.. فمن لم يصبر صبر الكرام سلا سلوا البهائم.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) * المرجع عدة الصابرين
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( الصبر مطيه لاتكبو ).
وقال الحسن رحمه الله: ( الصبر كنز من كنوز الخير, لايعطيه الله إلا لعبد كريم عنده )
وصدق من قال:


والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقتهُ


لكن عواقبه أحلى من العسل
ولهذا تجد المؤمن بالقدر صبوراً.. متجلداً.. يتحمل المشاق.. ويتضلع بالأعباء.


بخلف ضعيف الإيمان بالقدر الذي لايقوى على احتمال.. ولايصبر على أدنى شيء يعترضه

بسبب ضعف إيمانه, ورخاوة نفسه, وانزعاجها العظيم للشيء الحقير,



فما أن يصاب بالتافه من الأمر حتى تراه حرج الصدر.. لهيف القلب.. كاسف الوجه, ناكس البصر, تتناجى الهموم في صدره, فتقض مضجعه, وتؤرق جفنه, وهى أكبر منها لو حدثت لمن هو أقوى منه إيماناً واحتمالاً لم يلق لها بالاً, ولم تحرك منه نفساً, ولنام ملء جفونه, رضي البال, قرير العين.



فالذين لايؤمنون بالقدر يجزعون من أتفه الأسباب!



, بل ربما أدى بهم الجزع إلى الجنون, والوسوسة, وتعاطي المخدرات, والمسكرات, وقتل النفس.



ولذلك يكثر الانتحار في البلاد التي لايؤمن أهلها بالقضاء والقدر كـ أمريكا, والسويد, والنرويج.. وغيرها,

بل لقد وصل الأمر ببعض البلاد إلى فتح مستشفيات للانتحار!


- وقد قرأت مؤخراً في إحدى المجلات عن مواقع أجنبية تختص عبر النت بتعظيم الانتحار وتسهيله في عيون المنتحر


بحيث يقدم عدة طرق سهله تساعد المنتحر على الانتحار والتخلص من مشاكله وحياته البائسة! -







ولو بحثنا عن أسباب انتحارهم لوجدناها تافهة جداً.. لاتستدعي سوى التغافل وغض البصر عنها,



فبعضهم ينتحر لتخلي خطيبته عنه, وبعضهم بسبب رسوبه في الامتحان,



وبعضهم بسبب وفاة المطرب الذي يحبه!, أو بسبب هزيمة الفريق الذي يميل إليه... وهكذا !!







وقد يكون الانتحار جماعياً!!


والعجيب في الأمر أن غالبية المنتحرين ليسوا من طبقة الفقراء حتى يقال: انتحروا لضيق معيشتهم,

بل إنهم من الطبقة الغنية المغرقة في النعيم
بل ويقع الانتحار من المشاهير
بل ومن الأطباء النفسيين الذي يُظن أنهم يجلبون السعادة ويحلون المشكلات!

فسبحان الله .. والحمدلله على نعمتي العقل والإسلام
دمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتم بخيرررررررررررررررررررر