المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهل العيش وإلا ذاك ...!!


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

الريما
15-06-2006, 02:26 AM
أترك بين ايديكم مقال كتبته لضروفه ولحاجتي بمعرفه انتماءاتي
تقبلوا هذه السطور..


قيل لأعرابي كيف تصنع في الباديه إذا اشتد القيظ وانتعل كل شيء ظله ..؟

قال وهل العيش إلا ذاك ..؟
يمشي احدنا ميلا فيرفض ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه ويجلسه في فيئه يكتال الريح فكأنه في إيوان كسرى.!
***
الصحراء مملكه الرمل .. معركه المتشابه.. لعبه الاصفرار الانهائي
غناء البدو المجهولين لسحائب تغادرهم نحو الأقاليم الخضراء
ثوره الشمس في عراء اسطوري.. وظل شجيره وحيده يلقي بسواده الفريد علي الكثبان .
عواء ذئب شريد في مواجهه كل هذا الليل الذي يتدفق من الوديان
نحيب نسوه مخفرات علي ازواجهن فقدوا في معركه الدم والشرف

الصحراء هذا الموت الذي يجب ان نقاومه كي نحيا
يجب ان نعبرها كي لانموت

والسؤال هنا ..!!

هل كان الاعرابي محقا حين تباهي بذلك الوطن الفقير من الحياه ..؟وهل يقارنه بإيوان كسرى ..؟؟

واكثر ماشدني في هذه الكلمات للاعرابي ثقه الاعرابي بنفسه واعتزازه بأرضه ووطنه

من قال بان البدو الرحل لاوطن لهم ..؟
هل لانهم لايملكون تلك المباني الطينيه او الحجريه ..؟
هل لانهم لايملكون نخيل واشجار تحجب نظرهم عن ماهو قادم من بعيد..؟

تساؤلات انطلقت وسط راسي بعد التقلب بين كلمات الاعرابي الرنانه

فالعلاقه الروحيه بالارض اكثر خصوصيه من تلك العلاقه الماديه التقليديه التي تقوم في الغالب علي منفعه ماديه تقليديه مثل البيت والنخله وماسوى ذلك التي تزيد تعلق الانسان بارضه ..

وان كان تعريف الحضاره هي اثر الانسان في البيئه
فاننا نصل الي ن البدوي بلا حضاره .

ولكن هذا الانعدام الحضاري ليس انعداما خالصا .. ولكن حضاره البدوي حضاره محسوسه ملموسه وان كانت فقيره في عناصرها الماديه..
الا انها ثريه بعناصرها الثقافيه كالشعر والقصص والاساطير والاخبار والمعتقدات والعادات

كبرياء الاعرابي لم ياتي من فراغ ولم يكن حبا مصطنعا وانما كان حبا صادقا لهذه الارض التي تعلم منها الحريه وزادتهم ولعا بسلطان الذات
كما انها لاتربطهم أي منفعه ضيقه المساحه والوجدان
والانسان كما نعرف تزداد خياراته التحرريه كلما قلت منافعه ومصالحه
لذلك كان الاعرابي محقا باعتزازه فهو قادر علي صنع إيوان في أي مكان من الصحراء المتراميه الاطراف
بينما لايستطيع كسرى مغادره إيوانه الا بحشد من جنده .

ويحدثنا المسعودي في(( مروج الذهب)) ..
ان وفد علي كسرى بعض خطباء العرب فسالهم عن شان العرب وسكناها البر واختيارها البدو
فقالوا : أيها الملك ملكوا الارض ولم تملكهم وامنوا عن التحصن بالأسوار واعتمدوا المرهفات الباتره والرماح الشارعه حسا وحصنا فمن ملك قطعه من الارض فكأنها له يردون منها خيارها ويقصدون الطافها
قال : فأين حضوضهم من الفلك ..؟
قالوا : من تحت الفرقدين ورأس المجره وسعد الجدي مشرفين علي الارض بحسب ذلك
قال : فما رياحها ..؟
قالوا : اكثرها النكباء بالليل والصباء عند انقلاب الشمس
قال : فكم الرياح ..؟
قالوا: اربع .. فإذا انحرفت واحده منهم قيل نكباء , ومابين سهيل الي طرف بياض الفجر جنوب , وما بإزائها مما يستقبلها من المغرب شمال ,وما جاء من وراء الكعبه فهي دبور , وما جاء قبل ذلك صباء .
قال : فما اكثر غذائهم ..؟
قالوا : اللحم والنبيذ والتمر
قال: فما خلائقهم ..؟
قالوا : الغزو والشرف والمكارم وقرى الضيف وإذمام الجار وإجاره الخائف وبذل المهج في المكرمات وهم سراه الليل وليوث الغيل وعمار البر وانس الفقر ألفوا القناعه وكرهوا الضراعه لهم الأخذ بالثأر والأنفه من العار والحمايه للذمار .
فقال كسرى : لقد وصفتم عن هذا الجيل كرما ونبلا.


لذلك فلننظرالي مخلفات المدنيه علينا وماصنعته في انفسنا من تغير واضح غير مشغولين بمبادئنا ومحاولاتنا الجاهده بتغير ذواتنا وعبور جسر المدنيه علي حساب عاداتنا وتقاليدنا وحب الارض
ان تعلق الاعرابي بتلك الارض الفقيره لم يكن حبا زائفا وانما حبا جبل عليه لهذه الارض التي ليس لها حدود
هل ماقام به الاستعمار بتلك الصحراء وتقسيم تلك الارض قد حقق اهدافه
بان قام بتقسيم القلوب وعزل ابناء الصحراء وجعل منها مدن واقاليم ننكر بعضها علي حساب هويتنا التي ننكرها

ا كتبت هذه السطوور لمعرفه مدي انتمائنا لارضنا وحبنا لهذه الارض وهذه الرقعه الصحراويه
هل يعتز ابناء الجيل الحالي اعتزاز الاعرابي بارضه رغم قفرها من أي مظهر من مظاهر الحياه

اترك بين ايديكم تساءلات لطالما دارت رحاها في عقلي

تقبلوا مني فائق الود
اختكم الريم