المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشكول الخنساء


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362

الخنساء
10-05-2006, 03:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


هذه احدى تجاربي السابقة التي مررت بها في حياتي ...وآتمنى أن يكون فيها العظة والعبرة

عندما تتراقص الأضداد


من أقسى تجارب الانسان في حياته..تجربة المرض التي يذوق فيها طعم الألم..وطعم الخوف..وطعم اليأس وطعم الحب أيضاً..حب الحياة وحب الآخرين..ممن يعرفهم المريض وممن لا يعرفهم من الناس وصدق من قال "لقد ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من طعم العافية"..
ولقد كانت لي تجربة مع المرض والألم والخوف..واليأس والحب ..حب الحياة وحب الأهل والمعارف وكل الذين عرفتهم في حياتي.
وأعمق ما يكون الشعور بذلك كله ..أثناء المرض و أثناء العلاج طلباً للعافية..حين يكون الانسان المريض في زهرة شبابه..زهرة لم تكتمل براعمها النضرة الندية تفتحها الساحر الجميل بعد.

واذا كنت أتحدث عن تجربتي الخاصة مع المرض والعلاج فليس ذلك لانني أي شيء أكثر من مجرد انسانة بسيطة عادية جداً ولكنني انسانة عاشت تجربة انسانية مع الالم والخوف والامل ومع الحب الصادق للحياة وللآخرين.

وتجاربنا الانسانية هي ذكرياتنا ..هي رصيدنا من الحياة الذي يبقى لنا حين نبلغ من العمر ذلك الحد الذي يقربنا جداً من الخاتمة المحتومة على كل حي في الوجود الحي.
وكما ان الانسان بدون ماضي لا مستقبل له فان الماضي بدون تجارب وذكريات لا قيمة له في حساب العمر والحياة حتى لو كان هذا العمر قرناً كاملاً من الزمان.

فالمرض ضعف والضعف مذل على كل حال والانسان لم يخلق ليكون ضعيفاً او ليحكمه ضعفه ويقيده الى حالة من الذل.
وهنا تتجلى حكمة الايمان بالله..ولو شاء الله لخلقنا بدون ان نعرف معنى الايمان او معنى يفيده ولكننا في هذه الحالة لن نعرف معنى كلمة انسان او قيمة للانسانية ,,ولن تفضل الحيوانات والحشرات والجمادات في شيْ!

فبالايمان نعرف انفسنا ونعرف الحياة,,ونعرف قيمتنا وقيمة الآخرين وبالمعرفة وحدها من تجربتي القاسية مع المرض والالم وحب الحياة والامل في العافية ..بالمعرفة وحدها نتحرر من ضعفنا ومن كل اسباب هذا الضعف..وبالمعرفة نحس أننا أقوياء دائماً.

وندرك معنى أن نحب الحياة ,,ومعنى ان نحب بعضنا ومعنى أن نعمل الخير لنا وللآخرين خلال عمرنا في الحياة طال أم قصر..

كانت تجربتي مع المرض , مراجعة بالغة الحساسية مع النفس والنيات التي أطويها في قلبي وضميري والأماني والأحلام التي أرجوها في حياتي وكانت التجربة حقلاً لكل ذلك وحقلاً لنفسي وتطهيراً لقلبي من كل ذرة ضعف وخوف,,وعلقاً بأيماني بالله وبنفسي وبأهلي ومعارفي وبالناس جميعاً وايماناً بالخير في الانسان أي انسان حتى لو بدا لنا شريراً لأن الشر طاريْ على الفطرة السوية وعلى الطبيعة الانسانية ولأنه رمز الضعف دائماً وحين نتحرر من ضعفنا نتحرر من رموز كثيرة للشر في سلوكنا وتصرفاتنا وفي معاملاتنا.

انني الآن بعد الشفاء أشعر انني أقوى ايماناً بالله وبالخير وأعمق حباً للحياة والانسان.

واتي اليوم وقد بلغت بحمدالله_العافية أضحك من نفسي أو في الحقيقة من ضعف نفسي حين كنت ابتسم خوفاً للالم..وأضحك أكثر حين اراني بعين الخيال وانا ابكي فرحاً بالعلاج وانتظاراً للشفاء وتعلمت أن لا أخذ الأشياء بمظاهرها أو حتى المعاني بالفاظها التي تعارفنا على ولادتها دو مجرد اجتهاد في إعادة النظر في تلك الدلالات.

أريد أن أقول ان الضحك ليس مصدره السرور والفرح دائماً وان البكاء ليس مصدره الحزن والآسى دائماً وبالمرض والألم وبالشفاء والعافية تعلمت هذا في تجربة كان مسرحها غرفة العمليات بمستشفى الملك فيصل حيث ملائكة الرحمن من البشر هناك الذين جعل الله على ايديهم شفائي..فالشكر لله ثم لهم ولكل الذين سهروا حولي رجاء واملاً في حياة عريضة جديدة مقبلة ..باذن الله.

كما آاتمنى لجميع المرضى الشفاء العاجل وأن يقويهم الله بالايمان الصادق