المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الحــــــــب الخـــــــــالد )


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

(ابو ريم)
09-01-2010, 10:38 PM
حياكم الله : كان هناك هندي اسمه ( جاك ) يقيم
مع أسرته المتواضعة في شمال الهند ..
تعرف ذات يوم على هندية في بومباي من أسرة عريقة
وذات مكانة مرموقة في المجتمع الهندي .. بينما هم جالسين
في احد المقاهي على الشاطي .. يريد جاك أن يثبت لمحبوبته
إنه رجل مثقف وعصري وإن تلك الديكورات وتلك المتغيرات
من حوله ليست غريبة عليه ... أتى النادل الذي يخدم في المقهى
وقال ماذا تحب أن تشرب يا سيدي .. فقال قهوة .. وكيف
تفضلها هل تريد الحليب معها .. فقال جاك أريد قهوة بالملح
استغربت الفتاة من ذلك الطلب الغريب سألته عن سر هذا الملح
قال يا حبيبتي إن والدي صياد اسماك ونحن أكثر حياتنا على شاطي
البحر وتعودنا على شرب القهوة بالملح .. علماً أن والده يعيش
في جبال الهملايا في الشمال ولا عمره شاهد البحر وكذلك جاك .
أتت القهوة المملحة وقام يرشف جاك تلك القهوة مغصوب ويظهر
السعادة والتلذذ وهو في داخله يتألم من ذلك الطعم (المقرف )
وبعد مرور وقت ليس بالكثير تقدم لخطبتها وتم الزواج بعد ذلك .
واستمر جاك في شرب تلك القهوة ولكن من يد زوجته ...
وبعد مرور أربعون عاماً من الحب والهيام , كبر الأولاد وكانت
إحدى بناته حاصلة على الدكتوراه مع مرتبة الشرف .. مرض
جاك وكان يحتضر .. نظر إلى زوجته وقال أتعلمين يا جوهي
أني أحببتك من كل قلبي من أول يوم تقابلنا فيه عند الشاطي
ولكن أريد أخبرك بشي في نفسي .. إنني لم اكذب عليك طوال
حياتنا الا كذبة واحدة .. قالت ماهي ياجاك ؟ قال كتبتها لك في
ورقة تجدينها في وصيتي فلا أريد أن تنظرين إلي وتقولين
كذبت علي ياجاك .

وبعد وفاته وجدت الورقة مكتوب فيها ( عزيزتي جوهي لم اشرب
القهوة في حياتي قبل أعرفك وكان أول فنجان لي في ذلك المقهى ,
وكذبت عليك ولكني أخذت جزائي في حياتي وأنحرمت من شرب
القهوة الطبيعية مثل الناس بسبب كذبتي .. ولم أحب يوما من الأيام
شرب القهوة بالملح ) احد أحفادها الصغار ينظر إلى دموع الجدة
جوهي وقال ياجدتي كيف طعم القهوة بالملح .. قالت انه ألذ مشروب
يابني فإنه يذكرني بأحلى أيام عمري .



يصاحبني قلمي وتراقبني أوراقي وأنا أكتب كلماتي هذه لتشهد
على حيرتي وحزني في هذا الليل المعتم . حتى إنني أريد اعمل
قهوة بالملح

لي حبيب انه يحبني وأنا ابادله نفس الشعور ثقتي فيه كبيره .... ولكن
هل نصل إلى درجة حب جاك وجوهي ؟ عندنا من المشاعر ما يكفي
ولكن أين الشريك .. إننا في مجتمع لا يؤمن إلا بالخيانة والتهكم والشك
والريبة والحذر إلا من رحم ربي .. لا وجود للثقة نحب نتملك فقط ؟
لي وحدي مثل أي قطعة أثاث في المنزل ؟ يصل عمر احدنا سبعون
وتلك العجوز تراقبه وتشك في تحركاته ... حتى ولو بنت الثقة في
ذلك السبعيني تجده ينط بين الأغصان مثل قرد في الثانية عشر من العمر
لا يمكن نصل إلى حل يرضي المحبوب إلا بتغيير سلوك المجتمع
برمته .

قهوة الصباح

قهوة الصباح سماع صوته المبكر ... علمني محبوبي كيف أستقيم في
عملي حتى أصبحت أول من يباشر عمله بنشاط وحيوية .. وأخر من
يغادر إلى منزله في زمن الإهمال والمهملين ... ليس بيننا مصالح
من طرف واحد ... النفوس زكيه والمشاعر مفعمة في تزايد رهيب ..
لا أنام في ليل حتى أرسل رسول يمسي عليه بالخير , ويصبح على خير .
أنام وهو في خاطري وأصبح وهو لا يكاد يخرج من بين الجفون ..
فقد قضى ليله داخل عيوني .. فقد رايته مراراً وتكرار .. عند الغروب
في حلته المعهودة .. بين الأطلال يراقب قرص الشمس الدامي وهو أفل
للغروب في سكون وصمت .. ولا يخاف من عيون متطفلة تراقب ثوبه
الذي يلعب بنفحات حساسة .. ناديت يا ريم الفلا .. فنظر مثل الجفول
ولكن لم أرى محياه .. فقد كان هناك انفجار انبثق وتناثر في لمحة الريم
من بين الكتوف .. قد غطى الغيم وجه القمر .. وتراكمت سحابة منذرة
بهطول مشاعر المحبوب .. كنت عطشان أكاد أموت .. ومما زاد في
لوعتي واشتياقي ذلك الصوت المبحوح الذي ينادي يا حبيبي كل شيءً
بقضاء .. فقت من نومي وليتني لم أفق .. ولكن مازلت أصبر النفس
وأمنيها بأن هناك لقاءً قريب ؟ ونشرب قهوة الصباح ولكن من دون
ملح .

أسعد الله أوقاتكم