هل أنا ليبرالي منحرف فكرياً وشاذ

[الصندوق الأسود]

أنا ليبرالي منحرف فكرياً وشاذ ؟
كانت هذهِ هي كلمات أحد المناظرين في غرفة ٍ مظلمة
بعد نقاشٍ دار بيني وبينه , فقام بقتل طرحي على مذبح الاتهامات المعهودة
لكل مخالف - ضال ليبرالي علماني متغرّب منافق مرجف إلى آخرهِ من التّهم
التي اعتدنا سماعها من البعضِ قبل أن يقوموا بحفلة حرق كتاب أو الزّج بمؤلفٍ على المقصلة
لما لا تعرّيني أمامَ الجميع ِ وتكشّفَ لهم مدى ضلالي وانحرافي الفكري وخطري على الأمّة .
بحوار ٍ بسيط مهذّب وهادئ خلافاً للاتجاه المعاكس الذي صارَ كحلبة ِ الدّيكة
سبحانَ الله , أكلَّ هذا أنا دون أن أشعر بذلك
سيّدي الفاضل ( س ) لماذا عندما تختلف معي ببعضِ الفروع تقوم بزجّ طرحي للـ مذبح .
أين الحوار الهادف البنّاء ؟
ألا تحبَّ أن تهديني لما تراه الحقّ والخير والهدى
كُن على ثقةٍ تامّةٍ أنني مستمعٌ لك بجناني ومنصتٌ بروحي
مستبصر بعقلي هادئٌ بجوارحي حتّى أجد الحقّ
فألزمه , وقد تجدَ بعض الحقِّ عندي فخذ بهِ ولا تصرف عقلكَ .
لمّا جاء الصّحابي الجليل الطّفيل إلى مكّة َ المكرمة ,احتضنه كفار
قريش وحذّروه من الاستماع للرسول عليهِ الصّلاة والسّلام
وشوّهوا صورة نبي الهدى أمامه , حتّى وضعَ القطنَ في أُذنيه ِ
خوفاً من أن يستمعَ للسّحر فيصاب به .
قالوا له : يا طفيل أنت رجل شاعر ولدينا هنا ساحر يفرق بين الرجل وزوجته.
قال: فما تقولون: قالوا: إياك أن تسمع له.. قال: أين هو؟ قالوا: عند الكعبة
ووضع الطفيل قطعاً من القطن في أذنيه حتى لا يسمع محمداً، وراح يطوف بالكعبة.
يقول الطفيل: رأيته يصلي عند الكعبة فعرفته، فلما رأني أمر بجواره
رفع صوته بالقرآن. يقول : فأبى الله إلا أن يسمعني بعض ما قال.
فقلت لنفسي: ويحك يا طفيل أتظن
أن كلاماً يسحرك وأنت شاعر؟ والله عيب عليك، ونزع القطن من أذنيه
وراح يقترب أكثر من النبي ليسمع
فلما انتهى النبي يقول: فتبعته من بعيد حتى دخل بيته، فدخلت وراءه البيت وطرقت الباب ففتح لي
فقلت: إن هؤلاء قالوا لي إنك تسحر الناس بالكلام وتفرق بين المرء وزوجه، لكني حين
استمعت إليك نزعت القطن من أذني، فعرض عليه النبي " صلى الله عليه وسلم" الإسلام فأسلم الطفيل
وقال لتوه: بما تأمرني يا رسول الله ؟ قال: يا طفيل ارجع إلى قومك وادعوهم إلى الإسلام وابق بينهم
حتى تسلم " دوس" فأتني بهم يوم أن يظهرني الله تبارك وتعالى.

تفكّر قليلاً وقال في نفسهِ أنا رجل عاقل وأعرف الخيرَ من الشّر
فلما لا أسمعَ لمحمد , فلما ذهبَ إلى النّبي وسمع مِنهُ الحقّ آمنَ بالله ِ وبرسوله ِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام

لماذا لا تهتد بالطفيل رضي الله عنه وتنزع القطنَ من أُذنيك .
فلنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابتهِ القدوةَ الحسنة , ولنا من كفار قريشٍ العضّة والعبرة

عبدالله الجبري