المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجاثوم (((( شلل النــــوم ))))


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

عبدالله بن سعود
20-04-2006, 02:11 PM
د. أحمد سالم باهمام

يمكن الإشارة إلى شلل النوم بأنه تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم. ويمكن تلخيص عوارضه بالآتي:

- عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ.

- كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة.

تستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض او عند حدوث ضجيج. وقد أظهرت الدراسات بأن 2٪ من الناس يتعرضون لشلل النوم على الاقل مرة في الشهر. وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر.

ويتعرض 12٪ من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة.

ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟

من الثابت علمياً ان النوم يتكون من عدة مراحل، إحدى هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات).

وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين. فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة اخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي الى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.

هل شلل النوم مؤذ؟

يظن البعض بأن ساعة الموت قد حانت، والبعض الآخر يعتقد أن هنالك جنّياً يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعياً وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.

عند أكثر المرضى يكون شلل النوم العرض الوحيد، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوباً باضطراب آخر يدعى (فرط النعاس). وفرط النعاس اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم. والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب لفرط النعاس يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج فرط النعاس.

من ناحية اخرى فإن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحباً لفرط النعاس، فأود أن أطمئنهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي.

العلاج:

يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب لفرط النعاس أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي. وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض.

وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض كحدوثها أكثر من مرة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها.

ومن المعروف بأن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم يزيد من حدوث هذه الأعراض، لذلك ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح باتباع التالي:

- حاول الحصول على القدر الكافي من النوم.

- حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.

- مارس التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كاف.

- حافظ على جدول نوم واستيقاظ منتظم.

- بعض الفرضيات تقول بأن النوم على الجنب قد يساعد في التخلص من هذه النوبات.