المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زنا المحارم


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 [8] 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20

زهرة اللوتس
07-08-2009, 07:34 PM
إن هناك اتفاق في جميع الأديان وفي أغلب القوانين والثقافات على تحريم وتجريم زنا المحارم وما دونه من تحرشات جنسية، أو هتك للعرض، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في الحياة الاجتماعية، وفيها ومن خلالها تتم كل عمليات التربية للإنسان (أكرم المخلوقات).
* ولكي تقوم الأسرة بوظيفتها التربوية الهامة لابد من وجود أدوار محددة وواضحة كالأب والأم والأبناء والبنات والعم والخال والجد.... إلخ، في إطار منظومة قيمية وأخلاقية وعملية تضمن القيام بهذه الأدوار على خير وجه بما يؤدي إلى نمو صحي ومتناغم لكل أفراد الأسرة على المستويات الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية.
* وزنا المحارم يؤدى إلى تداخل الأدوار وتشوهها وإلى اختلال منظومة الأسرة وإلى سقوط وانهيار الميزان القيمي والأخلاقي وتصدع الرموز الوالدية، فتصبح الابنة بمثابة زوجة لأبيها، وضرة لأمها، وزوجة أب لإخوتها، أو يصبح الابن زوجا لأمه، وندا لأبيه، وزوجا لأم إخوته، وتحدث استقطابات حادة في العلاقات داخل الأسرة حيث تستحوذ الابنة المتورطة على الأب، أو يستحوذ الابن على الأم دون بقية الإخوة والأخوات، وهكذا تضطرب الأدوار والعلاقات، وتغيب معها كل معاني الحب والإيثار والتراحم والمودة، ويحل محلها الغيرة والتصارع والاستحواذ والكراهية والحقد والرفض والاشمئزاز والحيرة والغضب والتشوش والتناقض.
وإذا حدث هذا وسقط النظام داخل الأسرة، وامتد ذلك الأمر إلى مزيد من الأسر فإن ذلك يؤذن بانهيار المجتمع الذي تشكل الأسر لبناته الأساسية.

تشير أغلب الدراسات إلى أن الفتيات أكثر تعرضا للتحرشات الجنسية من الفتيان.

وأكثر الأنماط شيوعا هو علاقة الأب بابنته، حيث تشكل 75% من الحالات التي تم الإبلاغ عنها،

وقد وجد أن ثلث من وقع عليهم اعتداءات جنسية كانوا تحت سن التاسعة من عمرهم، وأن أكثر الحالات قد تم رصدها كانت في الأماكن الأكثر ازدحاما، والأكثر فقرا، والأدنى في المستويات الاجتماعية، وهذه الزيادة ربما تكون حقيقية بسبب التلاصق الجسدي في هذه البيئات المزدحمة، أو تكون بسبب وجود هذه الفئات تحت مجهر الهيئات الاجتماعية والبحثية أكثر من البيئات الأغنى أو الطبقات الاجتماعية الأعلى، والتي يمكن أن يحدث فيها زنا محارم في صمت، وبعيدا عن رصد الجهات القانونية والبحثية.
* المهم أن هناك عوامل اجتماعية وعوامل نفسية وعوامل بيولوجية تلعب دورا في كسر حاجز التحريم الجنسي، فينفلت هذا النشاط ويتجه اتجاهات غير مقبولة دينيا أو ثقافيا. فزنا المحارم يرتبط بشكل واضح بإدمان الكحول والمخدرات، والتكدس السكاني، والأسر المعزولة عن المجتمع ، والأشخاص المضطربين نفسيا أو المتخلفين عقليا.