المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا أفصحُ العَرَب


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18

ماجد الزيد
13-09-2008, 07:58 AM
أفصح الخلقِ على الإطلاق نبينا و مولانا رسول الله
، صلّى الله عليه و سلّم )) .
قال صلّى الله عليه و سلّم : (( أنا أفصحُ العَرَب ))رواه أصحاب الغَريب ، و رَوَوْاه أيضاً بلفظ (( أنا أفصحُ من نطقَ بالضادِ بيْد أني من قُرَيشٍ )) و إن تُكُلِّم في الحديث .


و نُقِل عن أبي الخطَّاب بن دِحْية : (( أعلم أن الله تعالى لما وضع رسولَه صلّى الله عليه و سلّم موضع البلاغِ من وحيه ، و نصبه منصب البيانِ لدينه ، اختار له من اللغات أعربها ، و من الألسن أفصحها و أبينها ، ثم أمده بجوامِع الكَلِم )) انتهى .

ثمَّ قال : (( و أفصحُ العربِ قريش ، و ذلك لأن الله تعالى اختارَهم من جميع العرب ، و اختار منهم محمداً صلّى الله عليه و سلّم ، فجعل قريشاً سكَّانَ حرَمِه وَ وُلاةَ بيتِه ، فكانت وُفودُ العرب من حُجَّاجها وغيرِهم يَفِدون إلى مكَّةَ للحَجِّ ، و يتَحاكمون إلى قريش ، و كانت قريشٌ مع فصاحتها ، و حًسنِ لُغاتها ، ورِقَّةِ ألسنَتِها ، إذا أتتْهم الوفودُ من العرب تَخيَّروا من كلامهم و أشعارِهم أحسنَ لُغاتِهم ، و أصفى كلامِهم ، فاجتمع ما تخيَّروا من تلك اللغات إلى سلائقهم التي طُبعوا عليها ، فصاروا بذلك أفصح العرب ، ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنَةَ تميمٍ و لا عَجْرفة قيسٍ و لا كَشْكَشَة أسد و لا كَسكَسةَ ربيعة ؟؟ ))
قلت : (( قال الفراء : " العنعنة في قيس و تميم تَجعل الهمزةَ المبدوءَ بها عيناً ، فيقولون في إنك عِنّكَ ، و في أسلم عسلم ؛ و الكشكشة في ربيعة و مضر يَجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شيناً ، فيقولون رأيتُكِش ومررتُ بكِش ؛ و الكسكسة فيهم أيضاً يجعلون بعد الكاف أو مكانها سيناً في المذكّر ؛ و الفحفحة في لغة هذيل يجعلون الحاء عيناً ؛ و الوَكَم و الوَهَم كِلاهما في لغة بني كَلْب ، من الأوّل يقولون علَيكِمْ وبِكِمْ ، حيث كانَ قبل الكاف ياءٌ أو كسرةٌ ، و من الثاني يقولون مِنْهِمْ وعنهِمْ و إن لم يكن قبل الهاء ياءٌ و لا كسرةٌ ؛ و العجعجة في قُضاعة ، يجعلون الياءَ المشدّدة جيماً ، يقولون في تميميٍّ تميمجّ ؛ و الاستِنطاء لغة سعدِ بن بكرٍ و هُذيل و الأزْدِ و قيس و الأنصار يجعلون العين الساكنة نوناً إذا جاوَرت الطاءَ ، كأنْطى في أعطى ؛ و الوَتم في لغة اليمن يَجْعَل الكاف شيناً مطلقاً ، كلبيشَ اللهم لبيشَ ؛ و من العرب من يجعل الكافَ جيماً كالجعْبة ، يريد الكعبة ؛ و في فقه اللغةِ للثعالبي اللخْلَخانِيَّة تَعْرِض في لغة أعراب الشِّحْرِ و عُمان ، كقولهم مَشا الله ، أَي ما شاء الله ؛ و الطُّمطُمانِيَّة تَعْرِض في لغة حِمْير ، كقولهم طابَ امْهَواء أَي طاب الهواء " ))