الحُلُم السراب ( للتقييم والتقويم )

[محمد اسماعيل الرفاعي]

كنـا في وطني
نتسامرْ .. نتشاجرْ
نتجادلْ .. نتحاورْ
نتجافى .. نتصافى
نتهادى .. نتحاببْ
نتعازلْ.. نتغازلْ
اخلاءَ .. احباءَ
في زهوٍ وبهاءْ
ونعيشَ كأخوانٍ
والبشرةُ سمراءْ
في وطنٍ معطاءٍ
كالجنةٍ مزدانٍ
يجعلنا سعداءْ
واللوحةُ إكتملت
بالخضرةِ والماءْ
وسماءُ ظلتنا
بصفاءٍ ونقاءْ
في حلوٍ أو مُرٍ
من غيرِ إستثناءْ
في يومٍ ذي غيمة
سوداءٌ سوداءْ
بفحيحٍ ووحيحٍ
لعجوزٍ شمطاءْ
تتلوى .. تتلوى
كالحيةِ رقطاءْ
يا حزني .. يا ويحي
قد جاء الدُخلاءْ
قد دخلوا لدياري
من خلف الرُقباء
نهبونا ..ذلونا ..فتنونا .. قهرونا
أحالونا بؤساءْ
بالفتنةِ قد جاءوا
والفتنةُ هوجاءْ
وجدونا إخواناً
تركونا أعداءْ
نتحاربْ .. نتعالى .. نتباهى
تحكُمُنا الأهواءْ
قد عشنا أعواماً
في حربِ شعواءْ
وخرابِ ودمارِ
ودماء الأشلاءْ
وذهبنا للعالمِ
نتباكى .. نتشاكى
نستجدي الغرباء
في ( ابوجا ) ( نيفاشا )
وبلادٍ غبراءْ
فتنادى للجِلسةِ أقوامٌ
اسموهم خبراءْ
إذ جاءوا بعصاةٍ وضغوطٍ
وبجزرةِ إغراءْ
قد صاغوا والفتنةُ
ما صاغ العملاءْ
وقّعنا أوراقاً
صفراءٍ .. صفراءْ
من غيرِ قناعاتٍ
وبفعلٍ الإملاء
ففرِحنا .. وحلمنا
بسلامٍ بصفاءْ
لكنا إذ فِقنا
فوجئنا ..
بالعودةِ للحربِ الشعواءْ
والفتنةُ قد عمّت
في كلِ الأرجاءْ

الخرطوم
25 مارس 2007م