المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزب الله في فلسطين


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

الكاتبة خالدة
28-03-2008, 04:34 PM
حزب الله
في فلسطين

بقلم الكاتبة خالدة غوشة
2008\3\22
القدس فلسطين

منذ اغتيال "عماد مُغنية" القائد العسكري لحزب الله، دخلت المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع العربي الاسرائيلي، فعندها أذكر كلمة لمحلل عسكري إسرائيلي حيث قال: من السابق لأوانه الابتهاج باغتيال "عماد مُغنية".
وأنا أضم صوتي لذلك المحلل، كون إسرائيل أدخلت نفسها في مواجهة جديدة مع حزب الله، ألا وهي الاغتيالات، فكلنا يعلم أن السيد حسن نصر الله أقسم أن ينتقم لاغتيال الشيخ "عماد"، منذ أن هدد وأنا أنتظر أين ستكون المواجهة الجديدة.
لم أكن أتوقع أن تكون بداية المواجهة هنا على ارض فلسطين، واعتقد أن الاستخبارات الإسرائيلية تفاجئت من تنفيذ عملية الهجوم التي نفذت ضد المدرسة الدينية في القدس.
وتلك العملية التي اتسمت بالجرأة والتخطيط الدقيق والتنفيذ المميز، وبعد التحقيق أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن منفذ العملية هو مجند لحساب "حزب الله".
صحيح أن الحزب لم يعلن مسئوليته عنها ألا إن كل المؤشرات تشير أن الحزب وراء العملية.
وكم كانت الصدمة قوية حين أعلن عن اسم المنفذ، فهو من شرقي القدس ويحمل بطاقة هوية اسرائيلية مثل أي مواطن اسرائيلي يعيش في دولة إسرائيل، أي أنه يستطيع التنقل في إسرائيل أينما شاء.
والذي صعق الاسرائيلين أن هذه العملية الثانية لما يعرف بـ "كتائب أحرار الجليل" ولو عدنا للخلف لوجدنا أن العملية التي نفذها شاب من عرب ال 48 وهو من بلدة كفر مندا كانت في القدس الشرقية حين خطف ذلك الشاب سلاح احد المستوطنين وأطلق النار عليه، وأصاب آخر، وبعد مطاردة لحوالي كيلو متر في أزقة البلدة القديمة استطاع المستوطنين من قتله.
من هم أحرار الجليل

من تتبعي للإحداث الأخيرة خاصة بعد عملية الطعن التي نفذها أحد مجاهدي أحرار الجليل ضد احد المستوطنين في البلدة القديمة من القدس قبل أيام.
أجد أننا دخلنا نحن واليهود إلى مرحلة جديدة من الصراع، فهناك حوالي مليون فلسطيني يعيشون في حدود ما يعرف بدولة إسرائيل، ومن المعروف أن سكان القدس الشرقية وسكان الـ 48 لم يدخلوا بعد في العمليات العسكرية الموجهة ضد الكيان الصهيوني، ولم يسجل أن شارك أي من سكان تلك المناطق في عمليات عسكرية ضد المستوطنين أو ضد جنود الاحتلال، ولم نسمع أن هناك إستشهادي خرج من القدس او من داخل الخط الاخضر.
وكانت إجهزة الأمن الاسرائيلية تعتقد أنها نجحت في تحيد سكان تلك المناطق، وفعلا على مدى تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي نادرا ما شارك فلسطيني الـ 48 في مثل تلك العمليات، ومنذ بداية الانتفاضة الثانية في العام 2000 اقتصر دور سكان القدس الشرقية على توفير الدعم الولوجستي لتنفيذ العمليات.
أما اليوم وبعد العملية الثانية لما يعرف بأحرار الجليل فإن اسرائيل أمام معُضلة أمنية جديدة، أحرار الجليل هو تنظيم مسلح يعتمد على فلسطيني الـ 48 وسكان القدس الشرقية القادرين على الوصول الى أي نقطة في اسرائيل، فليس هناك جدار يمكن إقامته حولهم، وليس هناك حواجز عسكرية تمنعهم من الوصول إلى أي مكان يرغبون.
اليوم .... نحن في مرحلة جديدة من الصراع وأعتقد أننا امام انتفاضة جديدة تعتمد على الفلسطينين الذين يحملون الهويات والجنسيات الاسرائيلية.
اليوم تسقط النظرية الأمنية الأسرائيلية، ويسقط معها جدار الضم والتوسع ويسقط معها حصار غزة.
اليوم بعد صواريخ القسام وبعد صواريخ حزب الله وبعد ظهور " احرار الجليل " لا أمن ولا أمان لاي اسرائيلي في دولة الكيان الصهيوني الغاصب.
إن ظهور "أحرار الجليل " في هذا الوقت، ما هي إلا رسالة واحدة موجهة الى زعامة الكيان الغاصب ألا وهي " نحن الفلسطينين في جعبتنا الكثير" إن أغلقتم ابواب سندخل من النوافذ وإن اغلقتموها سنهبط من السماء وإن اغلقتموها سنجرج لكم من تحت الارض، وإن أغلقتموها سنعبر لكم من الهواء.
السنوات العشر القادمة حُبلى بالمتغيرات وحبلى في الابتكارات وعلى النظام الحاكم في دولة الاحتلال أن يفهم أنه لا مجال أمام شعب يبحث عن حريته واستقلاله وكرامته.
فرغم الكم الهائل من العملاء في المنطقة اللذين جُندوا لخدمة أهداف اسرائيل وأمريكا في المنطقة، لن تنجح اسرائيل ومن ورائها أمريكا، بتجنيد كل الشعوب العربية ولقد ثبت أن الرهان الامريكي والصهيوني على العملاء هو رهان خاسر.
كما قلت السنوات العشر القادمة مهمة جدا في الصراع مع الكيان الغاصب، وأعتقد أنه سيجد نفسه أمام مُعضلات كثيرة ستجبره على الاستسلام والاعتراف بحقنا في الوجود وحقنا في وطننا وحتما أن النصر دائما لمن له الحق واختم قولي بـ " وما النصرُ إلا صبرُ ساعة"