المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

علي ابو عمار
16-02-2008, 10:41 AM
في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام
الشريم: مسلمون وقعوا في تأثير ما يسمى بعيد الحب أو عيد الأم دون أن يعلموا مخاطرها

مكة المكرمة: المدينة المنورة: واس

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه داعياً إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية والبعد عن المحدثات والبدع لما فيها من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس"إن قوة المسلم ورفعته وعلو شأنه تكمن بوضوح في مدى اعتزازه بدينه وتمسكه بعقيدته وأخلاقه وبعده عن لوثة التقليد الأعمى والتبعية المقيتة وراء المجهول ..وإن على رأس الاعتزاز والرفعة التي هي المطلب المنشود لكل فرد مسلم هو الاتباع والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والبعد عن الإحداث والابتداع".
وأضاف فضيلته أنه اتباع يشعر كل مسلم ومسلمة أن الخضوع في الدين والخلق والأدب إنما هو لله الواحد الأحد ومن هذا المنطلق جاءت الوصية الكبرى من الخالق جل شأنه لعباده المؤمنين بقوله تعالى "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون".
وحذر الشيخ الدكتور الشريم من انسياق بعض المسلمين وراء طبائع وعادات ومعتقدات غير المسلمين من خلال الانخراط معهم في أعيادهم وعوائدهم التي نهانا ديننا الحنيف وحذرنا أشد التحذير من الوقوع فيها وقال"إن عدداً من البسطاء ينساقون وراءها فيحاكون مواقعيها زاعمين في ذلك نوعا من المجاراة الإيجابية والتلاقح في العبادات والثقافات فجالوا حتى أصبح المرء يعرف منهم وينكر وعلى رأس ما ينكره المرء العاقل هو التأثر والتأثير في أعياد غير المسلمين واستسهال هذا الأمر بحجة أن الانفتاح العالمي لم يضع بين الناس فوارق وخصائص وأن الاشتراك في الأعياد والمناسبات العقائدية لا ينبغي أن تقف دونه الملل وهذا جد خطير، مشيراً فضيلته إلى ما وقع من التأثير فيما يسمى بعيد الحب أو عيد الأم أو ما شاكل ذلك بين صفوف المسلمين دون أن يعلموا حقائقها وما تتضمنه في طياتها من مخاطر على عقيدة المسلم وخلقه وما يقع فيه من مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام" إن المشاهد لأصداء ما يسمى بعيد الحب ليوقن حقاً الغفلة والسذاجة التي تنتاب شباب المسلمين وفتياتهم في السباق المحموم وراء العوائد الأجنبية عن دينهم دون أن يكلفوا أنفسهم معرفة أصول تلك العوائد وإنه يزداد الأسف حين يغيب الوعي عن كثير من ضحايا ذلكم التغرير بأن أصل عيد الحب عادة احتفالية يرجع تاريخها في بعض الروايات إلى القرن الثالث الميلادي إحياء لذكرى رجل روماني كان يبرم عقود الزواج سراً لجنود الحرب الذين منعوا من ذلك حتى لا ينشغلوا بالزواج عن الحروب حتى افتضح أمر ذلك الرجل وحكم عليه بالإعدام فجعلوا يوم إعدامه عيداً وذكرى يتهادون فيها الورود ورسائل الغرام بل تجاوز الأمر أبعد من ذلك حتى صار يوماً للإباحية عند بعض غير المسلمين وهو في الوقت الحاضر يعد يوم عيد للعشاق يعبرون من خلاله باللون الأحمر في لباسهم وورودهم".
وبين فضيلته أن ديننا الحنيف دين سماوي ورسالة عالمية لها أثرها الإيجابي في المجتمعات فلم يكن الإسلام يوماً ما محلاً لحصر المحبة في يوم واحد أو البر بالأم في ليلة بل إنه دين المحبة والبر في كل حين وفق ما شرعه الله عز وجل وبينه رسوله الكريم.
وأكد الشيخ الدكتور الشريم أن للإسلام من الخصوصية والامتياز ما لا يجوز في مقابله الوقوع في خصائص غيره لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وكان لهما يومان يلعبون فيهما فقال" ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر.
وفي المدينة المنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير" أيها المسلمون إنكم في دار ليست للبقاء وإن تراخى العمر وامتد المدى، الدنيا قنطرة لمن عبر وعبرة لمن استبصر واعتبر { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} حياة تقود إلى الممات لا يُرى في حشودها إلا الشتات ولا يُسمع في ربوعها إلا فلان مرض وفلان مات، الموت في كل حين ينشر الكفن ونحن في غفلة عما يُراد بنا".
وأضاف يقول " فيا من يقصد بالموت وينحى ويا من أسمعته المواعظ إرشاداً ونصحاً، يا من أسرف في المعاصي إجراماً وقبحاً هلا انتهيت وارعويت وندمت وبكيت وفتحت للخير عينيك وقمت للهدى مشياً على قدميك لتحصل على غاية المراد وتسعد كل الإسعاد ، فإن عصيت وأبيت وأعرضت وتوليت حتى فاجأك الأجل وقيل ميت فستعلم يوم الحساب من عصيت وستبكي دماً على قبح ما جنيت قال تعالى { يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى}".
ودعا فضيلته إلى الاتعاظ واجتناب المعاصي وتذكر الموت وقال" يا هاتك الحرمات لا تفعل، يا واقعاً في الفواحش أما تستحي وتخجل، ويا مبارزاً مولاك بالخطابات تمهل، ويا مطلقاً نفسه في ما يشتهي ويريد، الملك يرى والملك شهيد قال عز وجل{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. يا مشغولاً قلبه بلبنى وسعدى ويا مستلذ الرقاد وهذه الركائب تُحدى أعلى قلبك حجاب غشاً أما في عينك عشاً، يا من أقعده الحرمان ويا من أركسه العصيان كم أغلقت باباً على قبيح وكم أعرضت عن قول نصيح وكم صلاة تركتها ونظرة أصبتها وحقوق أضعتها ومناه أتيتها وشرور نشرتها، أنسيت ساعة الاحتضار حيث يثقل منك اللسان وترتخي اليدان وتشخص العينان ويبكي عليك الأهل والجيران، أنسيت ما يحصل للمحتضر حال نزع روحه حيث يشتد كربه ويظهر أنينه ويتغير لونه ويعرق جبينه وتضرب شماله ويمينه. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس أكرم على الله من رسوله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول (لا إله إلا الله إن للموت لسكرات).
واستشهد فضيلة الشيخ صلاح البدير بمن انتقل إلى رحمه الله فقال"عباد الله أين من عاشرناه كثيراً وألفناه وأين من ملنا بالوداد إليه وانعطفنا ، كم أغمضنا من أحبابنا جفناً، وكم عزيز دفناه وانصرفنا، وكم قريب أضجعناه في اللحد وما وقعنا، فهل رحم الموت منا مريضاً لضعف حاله وهل ترك كاسياً لأجل أطفاله وهل أمهل ذا عيال من أجل عياله، أين من كانوا معنا في سالف الأيام والأعوام، أتاهم هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرق الجماعات، فأخلى منهم المساجد والمشاهد تراهم في بطون الألحاد صرعى لا يجدون لما هم فيه دفعاً ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ينتظرون يوماً الأمم فيه إلى ربهم تدعى والخلائق تحشر إلى الموقف وتسعى والفرائص ترعد من هول ذلك اليوم والعيون تذرف دمعاً والقلوب تتصدع من الحساب صدعاً" .
وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف عباد الله إلى استدراك ما بقي من العمر بالتقرب إلى رب العالمين وفعل الطاعات واجتناب اللهو والمعاصي والمحرمات والتوبة إلى الله.