نزهة مع جروحي .. !

[ساره الشهري]

http://www.5ymah-up.net/upload/upload/wh_31969054.gif


بـقـايـا إنـسـان ..

زارتـنـي فـي ذلـكـ الـيـوم سـحـابـة حـزن وهـم ..

وأمـطـرت عـلـي مـن عـطـاءهـا الـسـقـيـم ..

حـتـى أصـبـحـت مـكـتـئـبـة .. وعـيـنـاي بـالـدمـوع مـلـئـية ..

وقـلـبـي بـالـضـنـون مفـعـم .. وأنـفـاسـي تـثـور كـبـركـان..

كـأن تـلـكـ الأجـزاء تـريـد أن تـعـبـر عـن الـحـزن

والـكـمـد الـذي بـداخـلـي ..

وتـسـتـرسـل أعـضـائـي لـتـجـسـد إنـفـعـالات الـحـزن الـذي فـي قـلـبـي ..

ومـن هـذا الـمـنطـلـق .!

أخـذ عـقـلـي يـفـكـر .. ويـفـكـر ..

ويـبـحـث ويـسـتـفـهـم عـن سـر تـلـكـ الأحـزان ..

حـتى وصـل إلـى الـسـر .. بـل الـنـبـع

الـذي يـضـخ أشـكـالاً وألـوانـاً مـن الأحـزان ..

إنـهـا الـجـروح .. نـعـم الـجـروح .. جـروح ..

ألـفـتـها الأقـدار ..ومـثـلـهـا الـرفـاق .. عـلـى مـسـرح الـزمـان ..

حـضـرهـا جـمـع مـن الـمـشـاهـديـن .. الـذيـن شـهـدوا عـلـيـهـا ..

ولـكـن دورهـم إقـتـصـر عـلـى الـتـصـفـيـق بـحـراره

عـنـد نـهـايـة كـل قـصـة ..

بـعـد أن يـسـدل الـسـتـار وأكـون أنـا الـضـحـيـة الـوحـيـدة

فـي تـلـكـ الـقـصـص.

لـم يـكـتـفـي عـقـلـي بـسـرد تـلـكـ الأحـداث بـل جـعـل يـفـكـر ..

إيـضـاً فـي مـدخـل يـصـل لـهـا ..

فـقـلـب الـمـوازيـن وسـلـمـنـي زمـام الأمـر .. أصـبـحـت أنـا

الـمـؤلـفـة .. والـمـمـثـلـة .. والـمـشـاهـدة ..

فـقـررت أن أخـرج فـي نـزهـة مـبـكـره ..

لا يـرافـقـنـي فـيـهـا سـوى جـروحـي ..

ومـنـذ أن بـدأت خـيـوط الـشـمـس الـذهـبـيـة ..

تـعـانـق زرقـة الـسـمـاء الـزهـيـة ..

لـتـصـحـو الـطـيـور الـشـاديـه بـأغـانـيـهـا الـشـجـيـه ..

وتـتـابـع تـلـكـ الأحـداث الـمـخـمـلـيـة ..

بـدأت أيـضـا رحـلـتـي أنـا وجـروحـي ..

وأخـذنـا نـمـضـي و نـمـضـي حـتـى وصـلـنـا إلـى
الـمـكـان الـمـنـشـود ..

هـذا هـو الـنـهـر الـجـارف .. و الـشـلال الـعـارم ..

والـجـمـال الـبـاهـر .. والـخـضـرة الـنـاظـرة ..

.. قـفـي أيـتـهـا الـجـروح .!

هـنـا سـتـكـون نـزهـتـنـا .. إسـتـلـقـيـنـا أنـا وهـي عالأرض الـخـصبـة ..

وكـانـت حـرارة الـشـمـس .. تـزداد .. وتـزداد ..

حـتـى شـعـرنـا بـالـعـطـش .. فـنـهـضـت جـروحـي ..!

لـتـشـرب و تـطـفـئ حـرارة عـطـشـها ..

فـتـبـعـتـهـا بـهـدوء .. حـتـى وصـلـت الـنـهـر ..

جـلـسـت وطـئـطـئـت رأسـهـا ..

حـتـى وصـل فـاهـا إلـى الـمـاء ..

أغـمـضـت عـيـنـاي .. ودفـعـت بـهـا فـي الـنـهـر ..

وأنـا أصـرخ ..

مـوتـي .. مـوتـي .. أيـتـهـا الـجـروح ..

دعـيـنـي أتـذوق طـعـم الـسـعـاده .. دعـيـنـي أحـيـاء حـيـاة هـانـئـه ..

لـقـد مـلـلـتـكـ .. ومـلـلـت الـدمـوع .. والأهـات ..

مـوتـي .. مـوتـي ..

فـعـلى صـراخـهـا وهـي تـردد ..

أنـقـذيـنـي .. أنـقـذيـنـي ..

أعـدكـ بـأنـي سـألـتـئـم فـي قـلـبـكـ ..

لا أريـد أن أمـوت ..

ولـكـن رفـضـت وبـشـدة .. وبـدأت دمـوعي تـنـزل .

وتـشـاركـ الـنـهـر فـي جـريـانـه .. وعـيـنـاي تـراقـبـهـا ..

والـنـهـر يـجـرفـهـا بـعـيـداً ..

وحـيـنـمـا غـابـت عـن أنـظـاري جـلـسـت لأغـسـل وجـهـي

الـذي غـرق هـو الأخـر بـالـدمـوع .

وعـدت وأمـسـكـت قـلـمـي وحـاولـت أن أكـتـب كـعـادتـي ..

وأفـرغ الـشـحـنـات الـتـي تـتـجـمـع بـداخـلـي جـراء

الـمـواقـف الـتـي مـررت بـهـا .

ولـكـن الـكـلـمـات ضـائـعـه .. والأفـكـار حـائـره .

مـاذا جـرى .. ؟

أيـن الـقـدرة والـتـركـيـز ... !

فـي تـلـكـ الـحـظـة إكـتـشـفـت الـحـقـيـقـة الـمـره ..

وهـي أن الـجـروح مـصـدر إلـهـامـي .. وعـبـق كـتـابـاتـي ..

وروح الـجـمـل ..

بـل هـي الـقـلـب الـنـابـض .. بـكـل الـمـعـانـي ..

الـتـي تـتـدفـق شـلالات الـحـبر عـلـى أوراقـي ..

فـأخـذت أركـض و أركـض ..

حـتـى وصـلـت إلـى مـصـب الـشـلال فـي نـهـايـة الـنـهـر ..

لـعـلـى وعـسـى أن أجـد جـروحـي مـازالـت حـيـه ..

ولـكـنـهـا للأسـف فـارقـت الـحـيـاة ..

وتـبـعـثـرت أشـلائـهـا عـلـى سـطـح الـمـاء ..

وجـعـلـت أردد .. عـودي ..عـودي

أيـتـهـا الـجـروح .. لـن أغـدر بـكـ مـرة أخـرى ..

لـن أتـخـلـى عـنـكـ ..

ولـكـنـهـا لـم تـجـب بـل عـادت كـلـمـاتـي مـن رحـلـت الـصـدى إلـي مـرة أخـرى .

فـذهـبـت ألـتـمـس فـي الـطـرقـات عـلى جـروح جـديـدة ..

عـوض عـن تـلـكـ الـجـروح الـتـي قـتـلـتـهـا ..

وأنـا أكـتـم فـي قـلـبـي تـلـكـ الـقـصـه لـكـي لاتـعـلـم بـهـا الـجـروح ..

فـتـنـفـر مـنـي .. وتـخـاف مـن غـدري ..

وأدركـت تـمـامـا ..

أن الإنـسـان بـلا جـروح لـيـس


إلا ......


بـقـايـا إنـسـان ....؟