وفاء امرأة وغدرها

[الفراشة]

قيل أن امرأة توفي زوجها، فحزنت عليه حزنا شديدا، وبعد دفنه واظبت على زيارة قبره، لتبكي

وتندب عليه، فاتفق أن حكم بالشنق على أحد أبناء بلدتها فشنق في مكان مجاور لقبر زوجها ووضعت الحكومة

حارسا على جثة المشنوق حتى لا تسرق، وذات يوم سمع الحارس صوت المرأة تبكي على زوجها وتتحسر على

فقده، فتوجه إليها ليواسيها ويخفف من لوعتها، وعندما سألها عن سبب بكائها، أخبرته وباحت له بما عندها من

الحزن، فطيب خاطرها وعزاها، ثم قال لها: إذا لم يكن هناك ما يزعجك، فأنا أتزوجك.

فسرت المرأة سرورا عظيما، ونست حزنها على زوجها، فقال: هلمي لإتمام معاملات الزواج، وبعدما رجع إلى

حراسة المشنوق وجد أن الجثة قد سرقها اللصوص، وهو المسئول الوحيد عنها، فارتعد خوفا من عقاب الحاكم له،

فقالت له المرأة: لا بأس، أنا أبر المسألة، فقال لها: كيف؟

قالت: قم بنا لنخرج جثة زوجي من القبر، ونجعلها مكان جثة المشنوق، وبذلك تنجو أنت من العقاب، فذهبا وفعلا

ذلك، وبعد مدة وقف الحاكم على الحقيقة، فجازى الرجل والمرأة شر جزاء