إلتحاءُ الشجر !

[محمد اسماعيل الرفاعي]

إلتحاءُ الشجر

كلمات : محمد إسماعيل الرفاعي


نفسي تُحدّثُني
بأنّي لم أكُنْ
شيئاً سوى
أنّي أنا
مُـذ جاءتِ الدُنيا
إلى هذي الحياة
عاينتُني فعَرفْتُني
وعَرفتُ نفسي
رُغم بعضِ الهمهمات
راودتُها عن نفسِها
فاستعصمتْ
وتمنّعتْ
وتعطّرتْ وتمنطقتْ
خرجتْ لتعرِضَ نفسَها
للعابرين على الرصيفِ ولم تعُدْ
قالتْ سأفعلُ ما يعِنُّ لخاطري
مادامَ منطوقُ الحقيقةِ في سُبات
كانتْ هناكَ مع الذي جعلَ الفضيلةِ
ذكرياتْ
شيخٌ تصابى إذ غدى
يهوى مُغازلةِ البناتْ
ومضى يُعانِدُ نفسَهُ
وبطوعهِ أكلَ الفَتاتْ
سـاءلتُها:
فتساءلتْ:
ما بالُ أشجارُ الشوارِعِ تلتحي
وتغيبُ إذ نادى المُنادي أن هلموا للصلاة
وتمزّقُ الجُلبابَ والسّترَ المُخبأ في رُبى الفلواتِ
تخنِقُ كُلَّ أُمنيةٍ تلاوحُ إذ تراءت مثل نبتِ السُنبلات
وتلفّتتْ نفسي يميناً إذ تراءى حولها بعضَ الجبابرةِ العُصاة
عادتْ إليَ تلوذُ بي
لكنّها
وجدتْ حُطاماً بائساً
غدراً تخطّفَهُ الشتاتْ
حملتْ على عير الزمانِ همومَها
وترجّلتْ
تمشي على لَغَمِ القصيدةِ أُغنياتْ
لَبِستْ عبَاءةَ حُزنِها
وتمنطقتْ بسرابِ بعضِ الأُمنياتْ
سكنتْ ضلوعٌ قاحِلاتْ
صارتْ كمنْ قُتِلتْ
ولكن لم تمُتْ
إذ كيف ينتحرُ الرُفاة ؟


الخرطوم
الأربعاء 19 /12 /2012