الأنانيــــــــــــــــة

[ابو جاسر فارس]

الأنانية التي صكتها معظم البشرية معلما لتاريخها
وزخرفت بناءها من عرق أجسادها
وقدستها من أحلام إنسانيتها
فوقفوا يتسولون بابها منشديها حلما وباكيها حقيقة
رمقوها رمزا.......... ورجوها لذة بمسيرتهم في الحياة
حتى أصبحت مرافقة دربهم لتغدو جزءا من ذاتهم
فما سر الارتباط بها ؟ وما سر التقيد بها؟
كثيرون وقعوا في فخها فسيطرت على أنفسهم والمحيطون بهم .
فضاعت أسمى الروابط بينهم...... وخطت لهم مستقبلهم....
وفوتت المتعة لحاضرهم.
فهي قناع حب الذات وكاشفته في آن واحد.
فينظر الشخص لنفسه نظرة عز وكبرياء.......
وغالبا ما تكون الأنانية وحب الذات المحرك الأول لهذا التقدير.
وكلما ازدادت أنانيته ازداد ثقة بعلوه........ وكلما تناقصت تحطمت معنوياته.
فهي تغذي الكبرياء والسلطة ويصبح طفلا دونها.
سأبدأ يومي هذا بنموذج للأنانية التي تشكلت بحياتنا بعدة نماذج.
ذاك الرجل الغني الذي يعطي بسخاء من جيبه، ليأخذ الثمن من قلوب الآخرين.
فمثلا إذا أظهرت له زوجته حاجتها للحنان......وللكلمات الدافئة.........
والشغف للجلوس بقربه....... والتحدث سوية............وللتقرب منه .
وضع يده في جيبه، وناولها محفظة نقوده قائلا: خدي ما تحتاجين دون إزعاجي.
فتشتعل المسكينة غضبا ................وإذا ما تأففت منزعجة ،
يجيبها بكل برود أشكري الله.............. فأنت لا ينقصك شيء .
نعم لشــــــــــــــــــــــكر الله
ولكن عزيزي الرجل الأناني!
الحياة ليست مأكلا ومشرب وملبس فقط.