المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد الفيحاني


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20

الطائر المهاجر
21-10-2007, 02:16 AM
الشاعر القطري الكبير محمد بن جاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني السبيعي ، من قبيلة الفياحين وهم فرع من فخذ الروبة من الذكور من قبيلة سبيع ، سمي على اسم جده محمد بن عبدالوهاب وعُرف به فلا يذكره أحد بإسم محمد بن جاسم . ولد الشاعر الكبير في بلدة الفويرط على الساحل الشمالي الشرقي لقطر في عام 1907م الوافق 1325 هـ أحب الفيحاني بكل جوارحه وخلجات نفسه إبنة خاله حباً عذرياً صادقاً عفيفاً شريفاً لا تشوبه شائبه ولا تقرب منه أدنى ريبه وكانت إحدى فواضل نساء عصرها حسناً وخلقاً ، وأطلق عليها في شعره أسم مستعار وهو (( مي )) وعاش قصة حب مؤثرة تناقلها الرواة الى يومنا هذا وكان حبه لمي منذ يفاعته وشبابه المبكر وما يدل على ذلك إحدى أبياته الشعريه حين قال :


بليت بحبها طفل فطيمـه =من أول شبتي وأول صبايا

واسمها مي كإسم مستعار :

قصت حبالك من عقب وصلها مي =واستبعدت من عقب ماهي قريبه
ومن المحبه مابقى عندها شي= صارت عقب ذيك الصداقه حريبه
ولاهقيت يعود لي ذلك الفي =هيهات مرجوع القمر عن مغيبه
الا ان تعود عصور شداد ولوي=والا الصبا يرجع لعودٍ وشيبه


وقرر الزواج منها ولكن تقاليد الأسره لم تسمح له بذلك لوجود ابن عم لها خطبها لنفسه ، وله الأولوية عليه حسب العادات والتقاليد يقول في إحدى أشهر قصائده وهي رساله الى مي أسماها:

(أمانتكم لها)


شبعنا من عناهم وارتوينا =وعند رسوم منزلهم بكينا
وعقب فراقهم شـــنّا وحنّا =وحنّــينا وثم انّـا عــــــوينـا

ويشد به العشق والحب والهيام فيقول لمن لا يعرف مابه ولايقدر ماهو فيه من أسى الشوق واللوعه


وهذا الحب بالزفرات يشوي ألا=ياويـــــــلكـم ياعاشـــقينـا
يلين من المحبه كل قاسـي =ولو قلبه حجر يازي طحينا

وقوله

تعالوا وعزوني أخواني من الهوى=بمن قص وصلي يوم زمت زوايمه

تولعت مع مي على الياْ لامها =على حسبة العشرين بالعد قايمه

بلاني هواها واتبلاني وهالني=حالت على جيشي وناير هزايمه

انا منك يامي على الروح خايف=لاوين وأنتي في عذابي مدايمه

سلبتي فؤادي بين الأضلاع وأنقلع=مهيم مع من كان هايم وهايمه

وله :

يا الله يا عاللم خفا كل مضمور =يا من على عرشه إله السما صار

يا خالق الظلمة ويا خالق النور =ويا خالق الجنة ويا خالق النار

يا حي يا باعث جثى كل مقبور =ومعيد للفنا منشر ومحشار
ثم يقول: ايضاً مؤكداً إيمانه العميق بالله وقدره ورسله:


سبحانه المنذر عباده بمأمور =ومن لا يؤاخذ قبل تبليغ وأنذار

أمنت به وبما مع الحمد والشور =وأدو القضا وأمنت بالرسل الأبرار


يا الله يا منزل تبارك وتنزيل =يا حاكم بالخلق يا خير قايل

جامع كتب موسى وداود وإنجيل =عيسى بقرانك وخير الدلايل

يا ناصر موسى ومجزي هل الفيل =ومبيد بالطغيان خلقه الأوايل

سبحان من يجر الأقدار ويزيل =يا من بحكمته السموات شايل

أشهد على أنك مبرم الكوم ومديل =وأشهد على أنك باقي غير زايل

أمنت بك وبكل ما جاب جبريل =وإن كل مخلوق إلى الله أيل


مرض الشاعر الفيحاني مرض شديد وشحب لونه وغامت عيناه وأصبح من يراه ينكره ولا يعرفه من شدة ما أصابه فأحس بقرب نهايته فظهر ذلك واضحاً في قصائده حينما أوصى حافر القبر أن يوسع اللحد ويجعل بينه وبين التراب حاجزاً ، وأن يضع له شواهد ليظهر ويعرف بين الناس أنه قبر من قتله الحب بسبب صدقه وإخلاصه .. وكانت آخر قصائده مذبوح الوديد حيث قال فيها :


وأن من الأبعاد موصي المقبرا =يحفرونه لي وموقـــن بالوعـــــيـد
يالزيمي قـول للـي يحفــــــــرا =يوسع الملحد على شان اللحيد

كانت وفاته في يوم الجمعه 28/12/1357 هـ الموافق 17/1/1939 م ، عن عمر لا يتجاوز اثنين وثلاثين عاماً