المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اثار منطقة الجوف في السعوديه


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16

الطائر المهاجر
16-10-2007, 11:51 PM
آثار منطقة الجوف ,, شواهد على تاريخ عريق لشمال الجزيرة العربية
______________________________ __________
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk20888_r5.jpg

الجوف تشبه الطبيعة تضاريس الأشياء، تذكركالقلاع والحصون المنتشرة على مدى المدن والأحياء بتلك الشكيمة التي تمتع بها انسان الجوف في الاهتمام بالضيوف والحرص على الأمن مدى العصور، اذا ذكرت الجوف ذكرالشمال وقد استوطن الانسان في منطقة الجوف منذ قديم الزمان وقد كان الناس في الجوف يبنون بيوتهم على شاكلةالقلاع حتى ان بساتين النخيل المحيطة بهاتكاد تذكرك بجمال الحياة في هذه الصحراء البعيدة، وهذا الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الأثار المشهور يشير إلى أن موقع الشويحطية شمال مدينة سكاكا يعد أقدممكان استوطنه الانسان في الجزيرة العربية، وتدل على ذلك الشواهد والمخطوطات التي تبين أن المنطقة عاشت عهوداًمن الازدهار التاريخي منذ العصر الأشوري والبابلي والذي يجيء فيهما بداية ذكر المنطقة في المسرح السياسي ووصولاً إلى الحاضرالزاهر الذي تعيشه منطقة الجوف,وتعد منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكةبالتراث الأثري وذلك لقدم الاستيطان البشري للمنطقة وتدل على ذلك الآثار الموجودةالتي تؤكد وجود حياة منظمة في هذه المنطقة منذ ما قبل التاريخ المدون للمنطقة قبل العهد الآشوري والمتمثلة في بعض المواقع التي تعود للعصر البالوليثي القديم والعصر النيوليثي .
وهنا اطلالةمختصرة على أهم آثار المنطقةعسى أن تتاح لنا الفرصة لعرض تفصيلي لكل أثرمنها مستقبلاً وهي مجزئه ألى خمسة أجزاء لنتمكن من تحميلهم:

1.آثار الرجاجيل مجموعات من الأعمدةالحجرية التي تعود إلى العصر التشالكوليثي في الألف الرابع قبل الميلاد ,أعمدة الرجاجيل بالجوف تنتظر فك لغزهاالقديم: إن أقدم المواقع الأثرية في المنطقة يعتقد بأنها أعمدة الرجاجيل والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينةسكاكا ويوجد بها خمسون مجموعة من الأعمدةالحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرهاأربعمائة متر تقريباً، ويقول بعض المؤرخين انها ربما تعود لمعبد أو قصر قديم،إلا أنه لم يتم القيام بحفريات تكشف اسرار الموقع الذي يعود للألف الرابع قبل الميلاد، يحتوي الموقع على حوالي خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبةوالكثير من الأعمدة محطم وملقى على الأرض، وتتوزع المجموعات في تلك الدائرة الكبيرةالتي تشرف على سهل رملي واسعوتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدةارتفاع الواحد منها ثلاثة أمتار تقريباً,ويذكر الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار المعروف أن الافتراضات الأثرية تعتقد بأن الموقع يعود إلى الألف الرابع قبلالميلاد، والموقع بحاجة إلى اجراء تنقيبات مختلفة للوقوف على أسراره وغوامضه اذ أن تلك الأعمدة تشبه إلى حد كبير تلك الأحجار الموجودة في بريطانياوالتي تعود إلى الألف الثالث قبلالميلاد، ويشير الأنصاري إلى أن هذاالشكل الحجري قد يكون مرتبطاً بطقوس عقائدية في أغلب الظن، أو هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النجوم والفلك وهناك من يقول أن هذه الأعمدة ما هي إلاشواهد على قبور علية القوم من الشعوب القديمة التي سكنت منطقة الجوف
يمكن مشاهدة بقاي االعصر الجيولوجي الديفوني الذي يعود إلى 400 مليون سنة من عمر الأرض في الجزيرةالعربية هو في منطقة الجوف حيث بقايا الغابات الهائلة المتحجرة شمال سكاكاوحيث بقايا الأسماك المطبوعة على بعض الأحجار، ويوجد في المنطقة آلاف الأشجارالمتحجرة والأسماك المطبوعة على بعض الأحجار وتشير وثيقة موجودة بمتحف دومة الجندل إلى أنه يبدو أن الوضع الاقتصادي للمناطق الداخلية في الجزيرة العربية، وهي المناطق الواقعة إلى الجنوب من صحراء النفوداستمر على حاله حتى الألف الثاني قبل الميلاد تقريباً ويتمثل في مزاولة رعي الماشية من الماعز والأبقار والأغنام بالاضافة إلى الاعتماد على ممارسة الصيد وجمع القوت كماكان سائداً آنذاك,وتضيف الوثيقة أنه في حوالي عام 4000 قبل الميلاد دخل شمال الجزيرة العربية نفوذ حضارة العصر الحجري الحديث (الفخار) التي كانت تستخدم الفخار وتمارس الزراعة البسيطة والصيد والرعي، وقامت هذه الحضارة في شمال الجزيرة العربية لتشكل جزءاً من حضارة أعم امتدت خلال الألف الرابع قبل الميلاد إلى سيناء وشرق الأردن وجنوب سورية وغرب العراق واطلق عليهاحضارة العصر الحجري /المعدني لاكتشافها أسلوب صهر النحاس، وتتميز هذه الحضارة بقرى الدوائر الحجرية التي ربماكانت تستعمل للسكن الموسمي وتشير الوثيقة إلى موقع الرجاجيل بقولها: ثمة مجمع مثير من الحجارة والركامات قرب سكاكا يعرف باسم أعمدة الرجاجيل وكان مركزاًهاماً له نظائر في سيناء,ويرى بعض الباحثين بناء على ملاحظتهم للموقعأن دائرية المجموعات الحجرية تضفي بعداً جدارياً للمكان، وقد يوحي ذلك بأنها ربماكانت جزءاً من سور طويل ملتف بالقرية وذلك بناء على فرضية ما تعنيه الحجارة المتكسرة والمتكومة في دائرة منتصف الموقع مما يشير إلى أنها ربما كانت مذبحاً تقدم فيه القرابين أو غير ذلك,
إن أعمدة الرجاجيل موقع مهم من المواقع الأثرية في شمال المملكة وهو ينتظر جهود الباحثين والعلماء من أجل فك تلك الرموزوالألغاز التي تحيط بوجوده لا سيماوأن كتابات ورسوم متعددة توجد على بعض تلك الأعمدة ويمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ هذا الموقع الفريد في شمال الجزيرةالعربية
. قلعةمارد ومدينة دومة الجندل: يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الاشوري خصوصاً أن هناكنصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعودإلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبةوسمسي، حتى أن تغلث فلاشر الثالث 744-727 ق,م وسرجون الثاني 721-705ق,م في ذكرهماللجزية التي أرسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وإن آمار السبئي وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن أن يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل (دلبات وأشتار - اتارسامين) كانت لها تبعية وامتياز عظيمان في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومن المعروف أنه كان لدلبات معبد هام في دومةالجندل، ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد أو من قام ببنائها,ويذكر الرحالة الواس موسيل أن الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد أثارت نقمة الحاكم الآشوري (تغلات فلاشر 732 قبل الميلاد) بعدمساعدتها لملك دمشق ضدالأشوريين فما كان منه الا أن جهز حملةعسكرية لاخضاع المملكة العربية، وقد ذكر النص الأشوري أن الملكة سمسي قد اصيبت بخسائر فادحة جداً اذ قال ألف ومائةرجل وثلاثون ألف جمل وعشرون ألفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صوراً على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظرفارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان اعرابياً راكباً جملاً، وتحت أعقاب الفارسين وامامهما جثث الاعراب الذين خروا صرعى على الأرض,وقدذكرأن الاشوريين وجهوا اهتماهم إلى دومةالجندل مرة أخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689 قبل الميلاد، كماهاجم البابليون المدينةكالهجوم الذي شنه الملك البابلي (نبوخذ نصر) على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنه الملك البابلي نابونيد 539/556 قبل الميلاد على دومة الجندل في السنةالثالثة من حكمه,ويذكر الأمير عبدالرحمن السديري في كتابه وادي النفاخ ان الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267 و272 م قدغزت دومة الجندل لكن قلعةالمدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث أتت وقالت قولتها الشهيرة: تمرد مارد وعز الأبلق ,وقصر مارد عبارة عن قلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها الا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذانشائها في قديم الزمان، وشكل البناء الاصلي مستطيل الا أن بعض الاضافات بما فيها ابراج مخروطية احدث في ازمنة متأخرة والجزءالسفلي من هذا البناء بني من الحجارة اما الجزء العلوي فهو من الطين,وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعدالميلاد لكن تحديد الزمن الذي تعود إليه هذه القلعة لم يبت إلى الآن إلا أن الحفريات التي ربما يقوم بها عالمي الآثار الدكتورعبدالرحمن الانصاري والدكتورخليل المعيقل للمدينة القديمة ربما توضح التاريخ الحقيقي لبناء هذه القلعة العتيدة,وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قالعلامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر عن حصن مارد : لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذاالحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشرفيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن، والحصني سيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهد كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة، والحصن مرتفع ارتفاعاً شاهقاً وهو مبني من الصخرالقوي,وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها أثر عبادة صلم وقال أن مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس هذاالوثن حوالي سنة 600 قبل الميلاد ويرمز أهل تيماء إلى صلم برأس ثور، ووجد هذا الرمز على النقوش الثمودية كماوجدت أسماء بعض الآلهة التي كانت ثمود تعبدهاوهناك صلات ثقافية ودينية بين تيماء وثمودوورد اسم صلم في النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل,ويقول عبدالله التميم في كتابة صور تاريخيةعن حضارة الجوف ان عصر بناء القلعة هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمودقوم صالح عليه السلام دورفي بناء بعض منه,والحصن عبارة عن ابنية وقلاع وحصون وشيدتابراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونه االأحمرالفاتح لأزمنة طويلة من دون ان ينالها أي تغيير، والمنطقة كانت محصنة بسورمن الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول اليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسيين احدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال، ولهمابابان قويان ومصاريعهما واقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديد,وبعد ظهور الاسلام كانت الغزوة الأولى لدومةالجندل التي يقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قادها بنفسه في السنة الخامسةللهجرة (626م) لكن سكانهافروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين، أما الغزوةالثانية لدومة الجندل فقد كانت في السنة السادسة للهجرة (628م) وهناك رواية عن سبب هذه الهجرة تقول والظاهر ان شرهم لم ينقطع عن تجار المدينة حتى اضطرالرسول الكريم (ص) أن يرسل إليهم سرية عليها عبدالرحمن بن عوف ويشير الواقديواليعقوبي إلى أن هذه الغزوة لم تكن موجهة إلا دومة الجندل بل كانت موجهة ضدالقبائل التي كانت تعيش إلى الجنوب والجنوب الغربي منها، حتى ان اليعقوبي وهو بصددالحديث عن هذه الغزوة تجاهل دومة الجندل مشيراً إلى ان الغزوة كانت موجهةضد قبيلة كلب، وقد كان من نتائجها دخول احد فروع قبيلة كلب في الاسلام، وعلى الرغم من الغزوتين الأولى والثانية لدومة الجندل لكن يبدو أن السلام لم يستقر فيها فجاءت الغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة (630م)، ويظهر أن الأكيدرحاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي هرقل واصل تعرضه للقوافل التجاريةإلى المدينة المنورة بسبب اعراض التجار عن التوقف في مدينته ووجه الرسول (ص) خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعةللهجرة يرافقه اربعمائة وعشرون فارساً، وكانت تبوك منطلقاًللغزو، ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة فمنهم من يقول أن خالداً قد اخضع دومة الجندل وأخذملكها أسيراً فيما تقول رواية أخرى ان خالد بن الوليد اطلق الاكيدر ليقوم باقناع اخيه حسان الذي كان لا يزال معتصماً داخل القلعة بفتح أبوابها للمسلمين اذ قيل أن أسر الأكيدر تم اثناء قيامه بمطاردة بقرة وحشية خارج القلعة، وقد عدالأكيدر من ذوي الشأن في عصره فقد قال الجاحظ:ان من القدماء في الحكمةوالرياسية والخطابة عبيد بن شربه الجرهمي واسقف نجران، وأكيدر صاحب دومة ,, إلخ وكانت توجد لدومة الجندل علاقةبالقوتين العظميين آنذاك الفرس والبيزنظيين وتوجد رواية تصف كيف ان الاكيدر أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم جبة من صنع الساسانيين,وقد زار المنطقة العديد من الرحالة الأوربيين الذين اثروا المكتبة العالمية بتاريخ المنطقة والجزيرة العربية منهم اولريخ سيتزن 1810م، والرحالة جورج اوغستوالن 1845م الذي وصف طباع أهل الجوف بانهم مضاييف كرماء ومهذبون مع الغريب وانه لم يلتق حتى بين اكرم عرب الصحراء قبيلة تفوق أهل الجوف في افضالهم ولم يستقبله احد افضل من استقبالهم له، واهل الجوف كما يقول يشتهرون بمواهبهم الشعرية وانه كان يستمتع ليلياً بالاستماع إلى الشعر والغناء بمصاحبة آلة البلادالموسيقية الساحرة، والرحالة وليم بالجريف 1862م الذي وصف أشجار المشمش والبرقوق والتين والعنب في منطقة الجوف التي تتفوق في الطعم وفي كمية الانتاج على مثيلاتها في دمشق أو على هضاب سوريا وفلسطين والرحالة كارلو جوارماني 1846م والرحالة دوتي 1878م والرحالة الليدي انبلنت 1869م والرحالة ايوتنغ 1883موالرحالة تشارلز هيوبر 1883م اضافة إلى عددكبير من الرحالة الآخرين الذين تعاقبوا على الوصول إلى المنطقة مع بداية القرن لعشرين.