المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في السماء برقية وفي الأرض مرية


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6

الطامي
10-11-2012, 11:06 AM
عبدالهادي صالح المري / جريدة الرياض 6/9/1426

بهذه الكلمات البسيطة (في السماء برقية وفي الأرض مرية) استطاعت فتاة بدوية أن تصف الحالة الأمنية لهذا الوطن قبل أكثر من سبعين عاماً، عندما وجدت هذه الفتاة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وهي ترعى إبلها في الصحراء ولا مرافق معها، فسألها ألا تخشين على نفسك أو على إبلك من اللصوص، فأجابته وبكل ثقة وهي لا تعرفه.
الحمد لله أمن وأمان ما قصر عبدالعزيز الله يطول عمره أمن الديرة ولا أخاف إلى الله عز وجل ففي السماء برقية وفي الأرض مرية.
نعم لقد عمل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وبعد أن كافح لتوحيد هذا الوطن على استتباب الأمن بمختلف الوسائل وسلك جميع الطرق وجلب أحدث المخترعات.
في وقت كان الاستعانة بما هو حديث أو استعمال كل ما هو جديد يعتبر خروجاً عن العادة إن لم يكن من أعمال الكفار ومحرم كما يراه البعض من أهل ذلك الزمان.
لقد وقف الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه في وجه ذلك التيار الجاهل وتعامل معهم بالحكمة والاقناع والصبر والقوة أحياناً إذا احتاج الأمر إلى ذلك حتى تحقق له ما أراد.
لقد كان أحدث ما وصل إليه العلم في ذلك الوقت هو البرقيات (المورس) وقد زود بها جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - جميع أمراء المناطق في مختلف أنحاء المملكة.
لقد اخبرت هذه الفتاة البدوية بأنه لو حصل لها مكروه - لا قدر الله - فإن هذه البرقيات سوف توصل خبر الاعتداء عليها إلى المسؤولين الذين بدورهم يكلفون المرية وقصاص الأثر بالبحث عن المجرمين وتتبع اثارهم والقبض عليهم.
والمرية هم رجال من قبيلة آل مرة شرفتهم حكومتنا الرشيدة بمهمة المساعدة على إثبات الأمن منذ نشأت هذه الحكومة ولله الحمد وهم أفراد من قبيلة آل مرة ويوجد الآن منهم أكثر من 100شخص في الإدارة العامة للمجاهدين يعملون على مدار الساعة.
وقد كان ولا يزال يوجد الكثير من أبناء آل مرة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها ونادراً ما تجد إمارة أو محافظة تخلو من وجود المري.
لقد استبدلت البرقيات بأحدث ما وصل إليه العلم الآن من وسائل الاتصال ولكن المري (عيال الجنية كما يحلو للبعض أن يصفه) بقي وسيبقى إن شاء الله لحمل هذه الأمانة الأمنية ومتابعة المسيرة.
فرحم الله موحد هذه الجزيرة وبارك الله في أبنائه الذين حملوا الأمانة بجدارة وعلى طريق الخير هداهم ونصرهم على من عاداهم.


المقاله تثبت انني لم اغلط في قصيدتي التاليه على هذا الرابط :-
http://www.fatahilah.com/showthread.php?t=36690&highlight=%E3%E5%E4%C9