المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو ثقافة دينية و علمية هادفة


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10

محمد بن عمار
15-01-2012, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مشاركتي بالمحاضرات المختصرة في مسجد الحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أحبتي في الله
الألف والتاء ( أ ، ت ) حرفان ليس لهما قيمة تذكر، في نظر الإنسان ولكن شأنهما عند الله عظيم ،
وأقسم بفالق الحب والنوى ، بأنه لا يدرك فحواهما ، إلاّ شخص ٌ عليم وراسخ ٌ في العلم
كما وأنها صفة ٌ ينفرد بها رب العباد ، فيضفيها ويسبغها على من يختار من عباده
يقول تعالى : ( وفوق كل ذي علم ٍعليم ) والحرفان المذكوران أعلاه لا يخطر ببال أحد ٍ
أين موقعهما في القرآن الكريم ولا كيفية تأويلهما شرحاً ،فقد ذكر رب العالمين في محكم تنزيله
الحسنات والسيئات في عدة مواضع بصورة واضحة وصريحة ،والذي نحن بصدده الآن
ماعلاقة الألف والتاء بالحسنات والسيئات ؟ في خواتيم سورة البقرة يقول تعالى :
( لا يكلـّف الله نفسا ً إلاّ وسعها * لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) مازال الموضوع مبهم بالنسبة للمستمع .!
والمفهوم من قصد رب العالمين بقوله : ( لا يكلـّف الله نفسا ًإلا وسعها ) أي أن الإنسان يعمل حسب جهده وطاقته
ولا يريد منه أن يتكلف بعمل ٍ شاق يفوق استطاعته حتى وإن كان من صروف العبادة وذكرّه بطريقة ٍ مبسّطة ،
أن الحياة الدنيا طريقين خيرٌ وشر وتركه يختار ما يريد بنفسه والحساب موعده يوم الحساب .!
الله أكبر ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب ٍ أقفالها ) يقول تعالى ( إنـّا هديناه النجدين * فإما شاكرا ً وإما كفورا )
وهنا يأتي دور المفاضلة ، وقد صاغها الحكيم عزّ وجل بحكمة ٍ بارعة فقال سبحانه :
لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ، كسبت و اكتسبت هل رأيتم الألف والتاء هنا الحكمة لتعليمنا يقول تعالى :
( علمّ الإنسان ما لم يعلم ) وأقسم بالله أن القرآن كل يوم يزيد ثقافتي الدينية رصيداً،
إذا ًالمحاسبة الإلهية واضحة ومحددة لك / أنت كسبت ، عليك / أنت اكتسبت وفي كلا الحالتين ،أنت الخصم والحكم !
ولا يتحمّل أحدا ً مسئولية ما عملته بنفسك فالألف والتاء قاسم ٌ مشترك للربح والخسارة
في نظر المولى لعمل العباد .! ومهما نضرب من الأمثال ، فـ لله المثل الأعلى ، فهذان مثلان ضربهما رب العالمين ،
الأول، ( لك وعليك ) فجاء الإنسان بمثله ( يوم لك ويوم عليك ) و ( كسبت واكتسبت ) فجاء الإنسان بمثله
( الجزاء من جنس العمل ) ولله الأسرار.!
كسبت تعني ربحت ، عندما أدُخِل عليها حرفان الألف والتاء أصبحت اكتسبت وتعني خسرت
( الله أكبر ) الفرق لا يكاد يذكر، حرفان تبدلان الربح إلى خسارة والكلمة واحدة !
فانظر كيف تحولت الحسنات إلى سيئات .! وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .! فهل من مدّ كر ،،،
نفعني الله وإياكم لما فيه خير الدارين ،، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد .

أخوكم
محمد بن عمار